الشاهد - ربى العطار
يبدو أن العقد الثاني من هذه الألفية دخل حاملاً معه فصلا جديدا من فصول التاريخ، إنه يمضي في سرد مؤلم على الناس، ففيه بدأ الوباء وانتشر كالنار في الهشيم ومازال يستنزف موارد الدول ومخزونها في العلاج واللقاح وإجراءات الإغلاق في دول الإنتاج الكبرى.
ولم يمنحنا فرصة التنفس لقضاء فسحة لمعاينة الأضرار حتى داهمتنا تداعيات حرب بين المعسكرين ،الغربي والشرقي.
كورونا واكرانيا، تشابه الحروف، بعثر أوراق الاقتصاد، ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية، وأوجد حالة من التوهان بين دول العالم المنتجة والمستهلكة، واحبط فرص الاستعداد لمرحلة التعافي والنهوض.
لقد إنعكست تلك الأحداث على الأمن القومي والوطني، وهدد المخزون الاستراتيجي من الغذاء ، ورفع معدلات التضخم لدرجة أن الأسعار ركبت موجة عالية ولاهبة في أسعار الطاقة والغذاء.
في دول الإقليم، نشهد صدمات اقتصادية مؤلمة ستنعكس آثارها علينا في الاردن، فالتضخم في تركيا ينذر بكارثة انهيار الليرة، وإعلان لبنان للإفلاس ضربة موجعه ومحزنة، كما أن قيام روسيا بالاعلان عن التعامل بالروبل في معاملاتها الخارجية بدلا من الدولار سيكون تحديا أمام الدول التي ترتبط عملتها بالدولار الامريكي.
نحن في الاردن، وفي استقبال الشهر الفضيل وأثناء التموين الموسمي لرمضان، قفزت الاسعار في كل شيء إلى سقف لا يتحمله الموظف العادي، فالخضار واللحوم والسلع الأساسية، رغم تطمينات الحكومة بتوفرها، إلا أنها كانت ومازالت خلال هذه الفترة تحرق جيوب الناس وتلتهم مدخراتهم، وتثقل كاهلهم بالديون.
هناك جشع واضح يمارسه كبار التجار، وينتفخون بكروشهم على حساب حاجة الناس.
نتمنى من الحكومة أن ترفع درجة الاشتعال (بالعين الحمراء) للحد من تجاوزات تجار الجشع ولإعادة الاستقرار ولو خلال هذا الشهر حتى نهاية عيد الفطر، ليتسنى للفرح أن يتسلل ولو قليلاً إلى وجوه الأردنيين .