الشاهد - حسن ابو علي يرقد الان على سرير الشفاء في مستشفى البشير ، وحالته الصحية حرجة .
ابو علي اخر ما قاله قبل ان يدخل في غيبوبة " كوما : " انه عتبان على حفنة من ساسة و مثقفين .
"ابو علي" من حراس وسط عمان ، و من صناع نهضتها سياحيا و تراثيا ، وثقافيا .. ومن احتضن اجيال من المثقفين و الساسة .
و لربما ان عدم الوفاء خصلة مميزة في سياسي الاْردن ، ومن امتهنوا الارتماء في الأحضان و ...
لماذا يبادلوا المعروف بالنكران والوفاء بالحجد والكراهية ، وحتى في علاقتهم مع الدولة والسلطة ؟
ابو علي عاتب ، ولربما زحف المرض الهالك لن يسعفه لقراءة هذه السطور .
من يعرف ابو علي يقدر كم ان وسط عمان شاحب باليتم وإجواء حزن و فقد ، وان واحدا من رموزها مريض وغائب عنها .
"ابو علي" اخر الشهود على جيل من مثقفين و ساسة ، و أسماءهم مسجلة في دفتر خاص يحفظه "ابو علي "في صندوق سري مرصود .
كانوا لا يتكنسوا مِن امام كشك ابو علي ، و يستلفوا اجرة السرفيس وثمن باكيت الدخان، ووجبة العشاء من ابي علي .
وكم مثقف فتح له ابو علي نوافذ الكتابة في صحف اردنية وعربية ؟!
واليوم أكثر هولاء المثقفين ، ومن أصبحوا وزراء و اعيان يتكبرون على وسط البلد ، ويخجلون من المرور امام كشك
ابو علي ، و يستعرون من ماضيهم عندما كانوا مشاريع متسولين وشحادين .
ندعو لابي علي بالشفاء ، وكم اتمنى لو انه يبوح فوق رسالة العتب الاخيرة ، ولكي يفك شفيرة الكلام ،و يقول ما هو صريح و مكشوف وواضح ، وعما يضج و يوجع قلبه العليل .
بالأذن من الزميل محمود كريشان الذي ذهب وزار صديقه
ابو علي ، و نقل لي في لقاء صدفة جمعنا قبل قليل في جريدة الدستور حجم معاناة مرضى البشير ، وكم يموتون اكثر من مرة بفعل الاهمال و اللامبالاة .
فارس الحباشنة