الشاهد - ربى العطار
في البحث عن مؤشرات مفرحة، تبعد عنا تداعيات الاخبار الثقيلة المملوءة بالحروب والاختناقات الاقتصادية، تطل علينا ذكرى عزيزة، تحفزنا نحو الوصول إلى نشوة الافتخار والشعور بالأنفه، لعلها تذكرنا بماضينا الأصيل ومجدنا التليد، إنه يوم الكرامة، عندما انتصر الحق على الغرور، واهتز كبرياء جيش مدعوم بالباطل.
لقد سطر أبطالنا في سفر المجد حروفا من ذهب، وشيدت في كتب التاريخ صرحا من شموخ، حتى تبقى ذكرى الاعتزاز حاضرة.
لم تكن معركة الكرامة مجرد حرب بين جيشين، ولا نزاعا يدور في ضجيج هدير جنازير الدبابات، لقد كانت معركة دفاع عن دين، لغة، هوية، وعروبة.
كانت الكرامة، اسما على مسمى، وستبقى حاضرة في الجدول الزمني لأي فصل من فصول التاريخ.
نحن أمام تحدٍ كبير في الحفاظ على قصة خلود هذه الملحمة، في الجيل الجديد تتنازع أظافر الاحباط مستقبله، وتشتد عتمة حاضره، حتى أصبح يحمل نزعة تحاول الانسلاخ من عباءة الانتماء لوطنه.
علينا أن نلتزم بتوجيه أبناءنا نحو تعظيم تاريخهم المجيد، والانطلاق نحو تحويل التحديات إلى فرص، وأن نأخذ نفسا بعيدا عن جلد الذات، والاكتفاء بتوزيع اللعنات على الواقع المأزوم.
فلتكن ذكرى الكرامة مُنبهاً يوقظنا للسعي نحو غد نقوده ولا يقودنا، وليكن إيماننا بأنفسنا ، نحن الأردنيين، متينا بهذا البلد الذي تأسس بالجهد والدم وسيل متراكم من قطرات العرق والتعب.