أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات معركة الكرامة جسدت عزيمة امتنا

معركة الكرامة جسدت عزيمة امتنا

20-03-2022 11:47 AM

الدكتور المحيسن


في تاريخ الشعوب و حياة الامم - نقاط مضيئه ومحطات هامة تبقى خالده وحيه في الوجدان وفي الذاكره الوطنيه والقومية يتناقل اخبارها وامجادها جيل بعد جيل وتتعمق معانيها وتترسخ في نفوس الامة - قيما ومثلا وانجازا ومصدر الهام واعتزاز قومي – والشعب العربي الاردني يزخر تاريخه القديم والحديث بالمواقف الوطنيه والقوميه المشرفه ومعركة الكرامه الخالده واحدة من هذه النقاط المضيئه في تاريخه الحديث لما حملته هذه المعركة من معاني و مفاهيم وطنيه وقومية في التضحيه والفداء سطرها جيشنا العربي الاردني باحرف من نور وعمّدها بدماء شهداءه الابرار تضحيات جسام دفاعا عن الثرى العربي الاردني و الانسان العربي – لقد خاض جيشنا العربي ومن خلفه شعبنا الوفي ومقاومته الشريفه الباسلة معركة فاصله جاءت بعد هزيمة حزيران عام 1967 وكانت الجيوش العربيه فيها لا تزال تلملم جراحاتها واحزانها وشهدائها وكان الاردن ضحيتها وبشهادة شرفاء الامه حين علا فيها صوت العاطفه على لغة العقل وحكمة الشيوخ – فكان ماكان – وجاءت معركة الكرامه في هذه الظروف الحالكة السواد لكي تعيد للامة قبس من نور وجزء من كبريائها وامل يستنهض فيهم مكامن القوة والمنعه فكانت بحق نقطه لتصحيح وتصويب المسار لبوصلة الصراع العربي الاسرائيلي حيث اثبتت مجريات المعركه ان مقولة اسطورة الجيش الاسرائيلى الذي لايهزم قد ولت بغير رجعه بعد ان تحطمت هذه النظريه العدوانيه التوسعيه امام ضربات نشامى الجيش العربي, وأماطت اللثام عن خفايا هذه الأسطورة الكاذبة كما أثبتت هذه المعركة أن النصر العسكري على إسرائيل ممكن و ليس مستحيلاً إذا ما توفرت الإرادة والقيادة السياسية و القتالية القادرة على توجيه دفة المعركة و هذه ما أوضحته و أفصحت عنه الأيام اللاحقة في حرب تشرين المباركة و جنوب لبنان وانتفاضة الحجر. لقد قاتل أفراد الجيش العربي الأردني باباء و رجولة هم يحملون بنادقهم و اقفين يدافعون عن هذا الثرى العربي الطهور و عن نهضة الإنسان العربي فيه . يقول أحد قادة الجيش الإسرائيلي "أهارون بيلد " : لقد شاهدت قصفا شديدا عدة مرات في حياتي و لكنني لم أر شيئا كهذا من قبل و لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية ماعدا إثنتين فقط..... ويروي لي احد ضباط الجيش العربي الذين كان له شرف القتال في هذه المعركة بانه اثناء تفقدة للمواقع التي كانت تحت امرته بان معنويات الجنود والضباط كانت عاليه جدا حيث سمع احدهم يقول - اطمئن سيدي - لن يمروا الا على اجسادنا وعندما انتهت المعركة كان هذا القائل من بين شهداء المعركة ، نعم لقد قاتل جنودنا ومن معهم من شعبنا الوفي عن ايمان وعقيدة صادقة واصراربالفوز باحدى الحسننين اما النصر او الشهادة وفي كل محور من محاور القتال في العارضة و سويمة و وادي شعيب وغيرها بكل بسالة و رجولة وشجاعة و شاهدوا بالعين المجردة كيف كان العدو الصهيوني ينسحب من الأراضي العربية الأردنية و هو يجر أذيال الهزيمة و الفشل الذريع الذي لحق به من جراء ضربات النشامى في جيشنا العربي مخلفا آثار اشلاء قتلاه و معداته في أرض المعركة شاهدة للعيان هنا و هناك . من هنا فإن معركة الكرامة و بما حققته من أنجازات كبيرة كان منها إزالة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم من الذهنية العربية و جعلت إسرائيل و القيادة العسكرية فيها بالذات تعيد النظر في سياساتها العدوانيه و البحث عن وسائل مجديه لها إذا ما أرادت العيش بسلام مع جيرانها العرب في هذه المنطقة. لقد أعادت معركة الكرامة الخالدة الثقة للإنسان العربي بقوته و إقتداره و كانت المفتاح الذهبي الممهد لأنتصارات العرب في حرب تشرين التحريرية و في معارك جنوب لبنان و في صمود غزة هاشم من بعد.

فهنيئا لقواتنا المسلحة هذا النصر الخالد على العدو الغاصب و الرحمة وحسن المآل لشهدائنا الأبرار في هذا اليوم المشهود من أيام الوطن والعروبة و تاريخها المجيد.ونستذكر معا - شهدائنا اليوم - بكل فخرا واجلالا وهم يجسدون نصرهم ينبوع عطاء ونوروالهام وهو يتدفق معه معاني الرجولة والشرف والكبرياء الوطني والقومي لنا جميعا ولاجيالنا القادمة وستبقى تضحياتكم الجسام شامة بارزة محفورة على جبين الوطن ووجدانه عزة وكبرياء وكرامة الى الابد .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :