بقلم : عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي طالب فيه الاردن بمساعدات انسانية للاجئين السوريين على اراضيه بمبلغ ثلاثة مليارات دولار لاستكمال مهمتها الانسانية وكذلك لبنان بملياري دولار من خلال مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الكويت في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري اكدت مصادر رسمية خليجية ان هذا الوضع المتأزم في سورية وقضية اللاجئين السوريين سيكون موضع بحث خلال القمة العربية نظرا لاهمية هذه القضية الانسانية لانقاذ اكثر من خمسة ملايين مشردسوري . هذه القضية الانسانية تجئ اثارتها ونحن ندخل السنة الخامسة على الثورة السورية واعلان الولايات المتحدة انه لاحل الابالحوار السياسي في حين بلغ عدد القتلى السوريين حوالي مائتي الف شهيد ومئات الالوف من الجرحى وخسارة بالبنى التحتية بلغت مائتي مليار دولار لقدتعهد مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت في العام المنصرم بتقديم اكثر من مليارين وربع المليار دولار لاغاثة الشعب السوري والذي كان يهدف الى جمع ستة مليارات ونصف المليار دولار ان هذا اللقاء المرتقب في الكويت و الذي سيحضره اكثر من سبعين دولة وحوالي 600منظمة وجمعية خيرية اثبَّت ان لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد المكانة المرموقة للكويت في موقعين اساسيين غاية في الاهمية والفاعلية.
الأول: العمل الإنساني بمعناه الواسع، وتقديم الدعم لأي شعب أو بلد يحتاجه. فالنكبات التي يُمنى بها أي شعب تصيب الإنسانية كلها.
انطلاقاً من هذه وباستجابة مميزة من قبل مؤسساتها وهيئات مجتمعها المدني، ومنظماتها الخيرية والإنسانية، أن تكون دائماً في طليعة الصفوف تمد يد العون والدعم والمساندة لكل إنسان في ضيق، بغض النظر عن قوميته وجنسه ودينه وطائفته. رسالة الدعم الإنسانية البارزة التي ستنطلق من أرض الخير ورائدة المبادرة، موجهة الى اشقائنا السوريين.. وهم يمرون بمحنة يصعب حتى وصفها أو تصورها، فكيف عيشها والحياة تحت عبئها!! وهنا نأتي الى الموقع الثاني الذي يثبت فيه سمو الامير دور الكويت في مركزه والقلب منه، وهو التضامن العربي. والواقع اننا لا نبالغ إذ نقول ان سمو الشيخ صباح الأحمد أعطى من خلال عمله الدبلوماسي الطويل أولاً، ثم من موقعه أميراً للكويت، محتوى جديدا للتضامن العربي، أبرز ملامحه أنه يكرّس معنى عمليا ذا جدوى للتضامن، ويخرجه من نطاق الكلام، والشعارات، إلى الفعل الملموس المقترن بالنتائج. فالاشقاء السوريون يحتاجون اليوم موقفا سياسيا حازما وفاعلا في دعم نضالهم الوطني، ومن أجل حياة حرة، تكون فيها الكلمة للشعب السوري واحترام خياراته، وقد اتخذت الكويت هذا الموقف، ومستمرة عليه. لكنها لم تكتفِ به، بل اختارت ان تقدم معه دعما إنسانيا يساهم في تخفيف المعاناة، وتأمين شروط مواصلة الكفاح. ان هذا الفهم العميق للأزمة السورية، بشقيها السياسي والإنساني، تتضامن الكويت مع الشعب السوري الشقيق وتدعم نضاله. وهو ما يحظى باحترام وتقدير تمثلا في الحضور الواسع من مسؤولي العالم والمنظمات الدولية، والمبلغ المحترم الذي أقره مؤتمر المانحين، وقدمت الكويت النصيب الأكبر منه. ان هذا الجمع من قادة الدول العربية والاجنبية جاءت استجابة وتقديرا لرؤية الإنسانية العميقة، والفهم الرحب والفاعل لمفهوم التضامن. وذلك دعماً للشعب السوري، فقد كان نداء إغاثة وقد وصف أرفع مسؤول دولي، بان كي مون، سمو الامير بانه "زعيم الانسانية وبطل من أبطال العمل الإنساني الدولي". لقد أوضحت تقارير الأمم المتحدة أنه يوجد حاليا أكثر من 9 ملايين شخص في حاجة للمساعدة داخل الحدود السورية، بالإضافة إلى 2 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة. كما أن الأطفال السوريين يواجهون خطر أن يصبحوا الجيل المفقود، حيث ان هناك 5 ملايين طفل سوري في حاجة شديدة للمساعدة، منهم مليون طفل لاجئ، كما أن استمرار العنف والذي شمل استخدام البراميل المتفجرة تسبب في إصابة أكثر من 3000 شخص في مدينة حلب وحدها، وبعضهم قتل من جراء القصف العشوائي خلال الشهر الماضي. فالمطلوب: تخفيف المعاناة الإنسانية، ووقف استخدام الأسلحة ضد الشعب السوري ودعم الحل السياسي. وأما فيما يختص بالأسلحة الكيماوية، فيقوم المجتمع الدولي في التخلص منها، عقب الالتزام بقبول تدمير 150 طنا من هذه المواد الكيميائية الخطرة في المرافق التجارية بالمملكة المتحدة. وعلى الصعيد الإنساني فقد ذكرت الأمم المتحدة أنها سوف تحتاج إلى 47ر6 بلايين دولار أمريكي لتلبية احتياجات أولئك الذين يعانون من جراء الأزمة في سورية. تعهدت المملكة المتحدة حتى الآن بتقديم ما يزيد عن 500 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية، الامل كبير في ان يكون مؤتمر جنيف خطوة لحل الازمة السورية ووقف الاقتتال وانهاء المأساة التي تشهدها سورية منذ اربع سنوات. الامل كبير في ان يسهم مؤتمر المانحين المقبل في توفير المبالغ المطلوبة للاجئين السوريين بعد ان اعدت الكويت لهذا المؤتمر بنجاح كبير ورصدت لا نجاحه اكثر من ستة ملايين دينار لغايات التنظيم والترتيب والاعداد للخروج بنتائج ايجابية لرفع المعاناة عن الاخوة السوريين