أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الحوار .. و من ثم الحوار

الحوار .. و من ثم الحوار

08-03-2022 08:37 AM

فارس الحباشنة

استطلاع الراي الصادر عن مركز الدراسات الاستراتجية حول اهتمام الاردنيين بالسياسة الداخلية و الخارجية اظهر ان 25 % فقط متهمون بالسياسة، و يتابع اخبارها المحلية.
في رايي المتواضع صلب الازمة في الاردن سياسية ، والازمة الحقيقة تكمن في غياب الحوار العام .
ثمة قضايا وطنية ضاغطة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا غائبة عن طاولة الحوار .
الحوار ليس عنوانا و اسم لتجميل و مكياج سياسي لاي اجتماع و لقاء ، و لغايات الاستهلاك لا اكثر و لا اقل .. الحوار يقوم على التنوع الطبيعي في المجتمع و امتلاك ادوات و تصورات و خبرات قادرة على بناء توافقات و الخروج من مربع العدمية و اللامبالاة العامة.
من قال ان الاردنيين ليسوا مشغولين في قضاياهم العامة من سياسة و اقتصاد و معيشية و حريات ، هم يومي مطبق على تفاصيل عيشهم ، و قلق فظيع من البطالة و الفقر و تدني الخدمات.
.. الناس على شبكات التواصل الاجتماعي يبثون همومهم و شكواهم ، و قضاياهم ، و لربما ثمة طارئ وتحول في بنية المجتمع الاردني و تحول من جرائم عنف مستجدة و انتحار و فقر عنيف ، و انفلات في التسول ، وفضح لقضايا فساد اداري و رشاو.
وما اكثر حاجتنا اليوم للحوار .. انصاف الحوارات لا تنتج حلولا و معالجات .. و النصف في السياسة حالة معطلة و رمادية ، و لا العن من الرمادي في السياسة ، ينتج توهانا و ينتج فوضى ، و ينتج حالة من العبثية والعدمية العامة .
وما هو اخطر ايضا في السياسة فقه و عقيدة الولاء على مبدا و معيار مع او ضد .
الحوار يقوم على الاقناع و تضاد الافكار و اختلافها ، وسياسة الاملاء و الطاعة لا تنتج حوارا قويما وازنا ، وحوارا يحل المشاكل و يضع البلاد على سكة الصواب و السلامة الوطنية .
الناس مضغوطون و مقهورون ، وما يطرح الناس من اراء و تبادلونها على السوشل ميديا وغيرها لا تخضع الى دراسة ومراجعة ، و لا تولى اي اهتمام من الجهات الرسمية .
الاردنيون غارقون في وحل اسئلة السياسة ، لماذا وصلنا الى هذا الحال ، وكيف وصلنا و من اوصلنا ؟ اسئلة لا متناهية في عارض ازمة مفرداتها ضاغطة على يوميات الاردنيين .
غياب الحوار و الانفتاح الاعلامي حتما يولد نتيجة استطلاع الرأي العام وان 25 % من الاردنيين مهتمون بالسياسة ..ولكن بالوقت نفسه تتفجر اسئلة كبرى عميقة حول الراهن والمستقبل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :