الشاهد - أكد أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية واضطرابات النوم، الدكتور محمد حسن الطراونة، ان هناك ارتفاعا ملحوظا في حالات اضطرابات النوم لدى الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في المملكة.
وأضاف أنه لا شك أن الإصابة بكورونا أدت لإحداث اضطرابات بالنوم عند بعض الأشخاص، كجزء من متلازمة ما بعد الإصابة أو الأعراض طويلة الأمد، فبعضهم تبقى لديهم أعراض طويلة بعد التعافي كضيق التنفس وآلام الصدر والسعال، حيث ان النوم مرتبط بالتنفس، وإصابة الجهاز التنفسي بالالتهاب سواء العلوي أو السفلي، تؤدي الى اضطراب النوم نتيجة الأعراض المرافقة للإصابة.
وبين ان اضطرابات النوم التي تحدث، ليس لها علاقة بشدة او حدة الإصابة بكورونا، فمن الممكن ان يحدث الاضطراب لأشخاص كانت إصابتهم بالفيروس خفيفة وبسيطة أيضا.
وعن الفئات العمرية الأكثر تأثرا باضطرابات النوم بعد كورونا، أشار الى انه لوحظ انها تحدث أكثر عند فئة الشباب والنساء ما بين الأعمار (18-40) عاما، في حين انها تقل عند الأطفال، لأن إصابتهم بالفيروس عادة خفيفة جدا ولا تترك أثرا.
واعتبر الطراونة ان اضطرابات النوم وعلى رأسها (الأرق)، تعد من أكثر أمراض النوم شيوعا، إذ ان حوالي خمس البشرية يعانون من ذلك في مرحلة من مراحل حياتهم، وبعد الجائحة فإن بعض الابحاث العالمية والسريرية أشارت الى ان لكورونا علاقة بذلك، خصوصا بعد طول أمد الجائحة لعامين، مما أدى لحدوث ما يسمى (الإرهاق الوبائي)، وحالة من الملل والتعب والإرهاق نتيجة التغيرات التي حصلت، من تغير في طبيعة العمل والاعتماد على أجهزة اللابتوب، وطول فترة الحجر، وجميعها أدت لاضطراب النوم عند بعض الأشخاص.
ووفق الطراونة، ادت الإصابة بكورونا لحالة من الخوف والقلق، وتركت آثارا نفسية سيئة عند معظم الأشخاص، ما تسبب بالأرق وعدم مقدرتهم على النوم، لافتا الى ان بعض الأرقام والأبحاث تشير الى ان الإصابة بالفيروس قد تؤدي لإصابة الأعصاب او مراكز الدماغ المسؤولة عن الدخول بالنوم، وحدوث اعتلالات بالنوم.
وفي ما يتعلق بالحالات التي تعاني من اضطرابات بالنوم، وتستدعي ضرورة مراجعة الطبيب المختص، لفت الى انه في حال حافظ الشخص على الظروف المحيطة بالنوم لديه او ما يطلق عليه (النوم النظيف)، وكانت الساعة البيولوجية لديه منضبطة، ومع ذلك لم يستطع النوم، ففي هذه الحالة يكون بحاجة لاستشارة الطبيب المختص بأمراض النوم، لتوجيهه في ما إذا كان ذلك له علاقة بأمراض عضوية، او اضطرابات عصبية ونفسية لديه. وركز الطراونة على انه يمكن لبعض الأمراض العضوية عند الأشخاص ان تحدث اضطرابا بالنوم، كالمرضى الذين يعانون من هبوط في عضلة القل?، والاختلال المزمن بالكبد، والفشل الكلوي المزمن، والمرضى الذين يعانون من كسل في الغدة الدرقية وغيرها، لذلك اذا لم يعالج اضطراب النوم بالطرق الاعتيادية، يجب اللجوء للطبيب المختص لتشخيص الحالة، وإعطاء العلاج المناسب.
وبخصوص لقاحات كورونا وعلاقتها باضطرابات النوم، شدد الطراونة على ان الخوف من تلقي اللقاح وما رافقه من شائعات حول ذلك، أدى لحدوث حالة من القلق والأرق لدى البعض، داعيا المواطنين الى استقاء المعلومات الصحيحة من المصادر المختصة بالمجال، وان لا يلتفتوا للمعلومات من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.