د.حازم قشوع
فى ظل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي واشتداد تفاعل
الافراد مع الاحداث بدات تتشكل عند المجتمعات صور انطباعيه عديده حيال مختلف القضايا وازاء مختلف السياسات حتى ان
هذه الصور طالت ايضا القيادات واصحاب الراى واخذت الاحكام تصدر عن العامه بناءا على هذه الصور المكونه برسم الاحداث
التى قد تكون قريبه بحكم احداث المشاهده لكنها لا تستند لحقائق المضمون .
هذا لان غالبيه الصور الانطباعيه المكونه هى صور بعيده عن الحقائق لانها تكونت عند العامه نتيجه حدث وقد تتغير بناءا على تغيير زاويه النظره او بتغيير تداعيات الاحداث فما ادخل بحدث يتغير بحدث والذى كنا نراه سلبيا من زاويه المشاهده قد نراه ايجابيا اذا ما جعلنا زاويه النظره للصوره الانطباعيه المشاهده مغايره عن سابقاتها تماما كما يحدث بالافلام فالممثل الشرير قد لايكون كذلك لكن احداث الفلم جعلت منه يجسد صوره الحدث واذا ما تغير النص وتم اعاده صياغه احداث الفلم لمره اخرى لظهر ذات الشخص قدوه وينظر اليه باعتباره بطل بل ومثال للقائد الرمز .
ولان الغالبيه العظمى من العامه اصبحت تشارك بطريقه مباشره بتشكيل الراى العام وباتت مشروعيه القرار حاضره بحواضن
الصور الانطباعيه فان العمل على التعاطي مع الحواضن الانطباعيه تختلف ادواتها عن تلك الحواضن التى يتم استخدامها فى التواصل الوجاهي وهذا ما يعتبر عنوان بيت القصيد فى اعاده رسم الصوره المراد ترسيمها فالتواصل الوجاهي له ادواته والتواصل الافتراضي له حواضنه .
لكن كلا المسارين يتفقان على اهميه وجود اصحاب الراى فى
اعاده تكوين الصوره الايجابيه وفى مدى تاثيرهم على تعزيز مناخات الثقه بين المؤسسات والمجتمعات كما بين منصات الارسال والحواضن ففى منظومه التواصل الوجاهي يعتبر اصحاب الراى منصات ارسال وقيادات تغيير لكن فى التواصل الافتراضى يكون اصحاب الراى مرجعيات تاكيد وعنوان نفي فالاولى يشكل فيها اصحاب الراى شرعيه التوجه والثانيه يشكل فبها اصحاب الراى مشروعيه القبول .
فهما كانت اهمية الموضوع ودوافعه او نوعيه المؤسسه او حجم الشخصيه التى تحمله او الدوله التى ترسله من برامج وسياسات فان هذه المشروعات او البرامج ان لم تعتمد من قبل اصحاب الراى فى مقياس المرجعيه الراسيه او الافقيه وتم اعتمادها منهم
عن حسن درايه كما عن قناعه فان هذه البرامج او السياسات ستدخل فى هوامش سياق ولن تدخل لحواضن التاثير وتشكل عمق اثر من باب المعنى كما سيدخل القائمين عليها اذا ما تم اعتمادها من اصحاب الراى فى اتون التشكيك ودوائر الاتهاميه وهذا ما سيجعل من حامل الموضوع مثار جدل بدلا ان يكون مدار احترام بميزان الاستثمار بدوائر الاثر ومساحات التاثير .
وهى قاعده علميه تنطبق على كل المجتمعات دون اسثناء فلا يمكن ايجاد جسم بلا عنوان او احداث منطلق دون منصه ارسال مهما حملت من موجات تقنيه او حمل مضمونها من رساله نيره لا على الصعيد الايدولوجي ولا على المستوى المعرفي فان الاهتمام بأصحاب الراى يعتبر الحجر الاساس بتعزيز عامل الثقه واحقاق عامل المصداقيه وهى نظريه نابعه من علوم معرفيه لا تقبل الاجتهاد ومن غير حضور اصحاب الراى فى مسرح الاحداث تكون مسيره الانجاز معطله كونها تعمل دون محركات دافعه او حوافز فاعله وهذا ما يجب الانتباه اليه اثناء تشكيل دروع المنعه فى المجتمعات فى بواطن القرار وعناويه فى الاجسام الحزبيه و عند تعميد منصات توجيهيه .
فان هذه التوجهات بصورتها العامه ستشكل ثقافه مجتمعيه وكما
ان محتواها سيشكل عناوين لحواضن التاثير والتى بدورها ستبلور مناخات التفاعل الاجابي الذى تستهدفه استراتيجية بناء عامل الثقه وهو ما يسعى اليه جلاله الملك وبرنامجه فى الاصلاح السياسي الذى كان قد خرجت فيه اللجنه الملكيه بقوانين ناظمه جيده لكنها باهضه الكلف لذا فهى حاجه الى عنايه خاصه تجعل من المؤسسات المستهدفه قادره على ترجمتها وعامله على تجسيدها حيز الواقع .