فارس الحباشنة
اكثر من 5 الاف طالب اردني يدرسون في اوكرانيا ، ولا احصائية دقيقة عن عدد الجالية الاردنية هناك .
الحكومة اطلقت منصة الكترونية لرصد ومتابعة اخبار اردنيي اوكرانيا .
المنصة لم تعمل حتى الان ، وبحسب مرتادين للمنصة يقولون انها مصابة بخلل فني وعطل دائم ، وتشغيلها يبدو انه مازال مرتبكا.
سمعنا عن اجتماعات طارئة لخلية الازمة في عمان لمتابعة احوال وظروف وتطورات الازمة الاوكرانية .
و حتى الان ، الاخبار الراشحة من اوكرانيا تقول ان اعدادا محدودة واقل من اصابع اليدين تم تامين ممرات عبور لخروجها من اوكرانيا .
تواصلت مع طلاب اردنيين في اوكرانيا ، ويقولون حاولنا من اسابيع التواصل مع القنصلية الاردنية في كييف ، والسفارة الاردنية في موسكو لتسجيل ارقامنا ومكان اقامتنا ولفتح ابواب للتواصل مع السفارة في ظروف الطوارئ ولكن لا حياة لمن تنادي .
ارقام السفارة الاردنية في موسكو وهو التمثيل الدبلوماسي الاقرب لاوكرانيا ، لان الاردن بلا سفارة في اوكرانيا وتمثيله الدبلوماسي على مستوى ملحق ثقاقي وتعليمي ، والسفارة الاردنية في موسكو هي المظلة الدبلوماسية .
و هذه مفارقة دبلوماسية وسياسية اردنية غريبة .. فموسكو وكييف تربطهما علاقات متوترة ونزاع سياسي تحول الى عسكري معلوم للقاصي والداني ، فكيف يكون التمثيل الدبلوماسي الاردني مشتركا بين بلدين علاقتهما معكرة وغير مستقرة ومحكومة وبنزاعات وصراعات وتوتر ؟
لا احد يعرف ما هي اوضاع واحوال الاردنيين في اوكرانيا ، التواصل شبه معدوم ، واولياء امور لطلاب يقولون ان ابناءهم يعيشون في ملاجئ الحرب ،وكما ان الطامة الكبرى في كلفة انتقال الطلاب من المدن التي يقيمون بها الى الحدود البولندية وهي تزيد على الف دولار للطالب الواحد .. وحركة تحويل الاموال من والى اوكرانيا متوققة بفعل اندلاع الحرب .
ملف الاردنيين في اوكرانيا شائك ومعقد .. وكما يبدو ان الاجراءات حتى الان لا تبعث على الاطمئنان والثقة .. وتجنح التكهنات الى ظروف سيئة ستواجه الاردنيين هناك اذا لم تجد الحكومة خطة فاعلة للوصول الى الاردنيين وتسهيل عودتهم ان رغبوا في ذلك ، ولا اظن ان احدا يرغب عكس ذلك .
لماذا تأخرت الحكومة في خطة اخلاء الاردنيين في اوكرانيا ؟ سؤال لربما يسال عنه القائمون على الشؤون الخارجية.
ازمة اردنيي اوكرانيا اعقد واصعب ، ولربما اليوم حبلى بمفاجات صادمة ، وما قد تصل اليه الازمة والمواجهة العسكرية ، وكما يبدو من اللحظات الاولى للصراع فان الامور ماضية للتصعيد والتعقيد ، وصراحة نحن امام مفترق صعب بالسؤال عن مصير اردنيي اوكرانيا .
و اين الادوات الدبلوماسية ؟ الحروب والازمات اختبار للادوات السياسية والدبلوماسية . وكما يبدو ان السؤال عنها في الازمة الاوكرانية محط استغراب ، فالاردن لا يملك تمثيلا دبلوماسيا في اوكرانيا ، فكيف اذن يمكن ان نبحث عن اجابة لخطة اجلاء للاردنيين هناك ؟
اتمنى السلامة للاردنيين في اوكرانيا ،و اتمنى ان يعودوا بسلام وامان الى اهاليهم .. ولكن من حقنا ان نسال الحكومة عن خطة الاجلاء ، ولكي لا نصل للحظة ناكل اصابعنا من شدة الندم ، ونقول لو ولو ان .