عبدالهادي راجي المجالي
يتملكني في الفترة الأخيرة بعض الخوف لا أعرف لماذا؟... صرت كلما مررت من أمام بنك، اتمهل في المشي قليلاً وأراقب مرايا السيارة.. وأتذكر أن رفيق الحريري فجروا موكبه, أمام أحد البنوك.. وكاميرا البنك هي من استدلت على المفخخة... من وصلوا لرفيق الحريري هل يعجزون عن الوصول لعبدالهادي راجي؟ حتماً لا..
حتى هاتفي عرضته على خبير في الأمن السيبراني, إسرائيل وقحة.. من الممكن ان يفعلوها, من الممكن أن يفخخوا هاتفي, أو يقومون برصدي.. والتربص بي مثلما فعلوا مع قادة المقاومة, من الممكن أن يخترقوه ويقوموا بفضح علاقاتي.. مع (بوتين) مثلاً.. أو ينشروا محادثاتي مع (سيرجي لافروف), وما قدمت لهم من نصائح..
حتى أني أعدت أمس قراءة رسائل (الدو مورو), قرأت تاريخ الألوية الحمراء.. وشاهدت الفيلم الذي يصور عملية اختطافه, من الممكن أن يختطفوني مثله.. وأن يقوموا ببث محاكمتي عبر اليوتيوب... (الدو مورو) لولا التواطؤ الداخلي لما تمكنت الألوية الحمراء من اختطافه, وهذا مثبت.. واعترف البعض به... وقد حزنت عليه حين كتب في رسالة له: (كل شيء باطل إذا لم يشأ المرء ان يفتح الباب).. من الممكن أن يجبروني على كتابة رسالة أخيرة.. مثل (الدو مورو) وبعد ذلك يقومون بتصفيتي..
أنا خائف جداً.. حتى أني أمشي بسترة واقية, وأغير دربي.. وحين أدخل المقهى أضع طاقية على رأسي, وظهري للحائط واليد على المسدس.. وأقول في داخلي قد يستعملون معي (رمانة) قنبلة يدوية.. ثم اغادر فوراً.
ربما أكون مثل ملف المهدي بن بركة... اختفى فجأة ولا يوجد للان جهة تعرف من تآمر على قتله ومن الذي نفذ ومن الذي اعطى الضوء الأخضر, وتبث الجزيرة عني حلقة يعدها ثامر المسحال عبر برنامجه (ما خفي اعظم), ويكون العنوان (من قتل البطل).. وتبث صوري وتسجيلاتي واتهامات مباشرة للموساد..
أنا خائف... ربما سيضعون لي عنصر البلونيوم المشع في الطعام, ربما سيطاردونني مثلما طاردوا (تروتسكي) واغتالوه في أميركا الجنوبية, ربما.. ويتهم ستالين مع أن ستالين غادر الحياة منذ اكثر من نصف قرن..
أنا خائف جداً... ويداي ترتجفان أحياناً, واتفقد أبواب المنزل... وما يدريني أن يضعوا لي عبوة تحت (الزرفيل).. أو اسفل السيارة, أو بجانب الحاوية..