بقلم عارف العتيبي
اوسع واقوى الوسائل لبناء وتشييد وتنظيم المجتمع، هو الاعلام الذي من اولى اولوياته، دعم وتعميم التعليم الوطني الباني الذي يساعد الافراد على تنمية القدرات الابداعية، وتنمية اساليب التفكير العلمي، وطرق حل المشكلات، والتصدي للتحديات، وتنمية قدرات الافراد على النقد والتوجيه والتمييز من اجل تأهيلهم بالقدرة على التكيف مع الاحداث الطارئة والمتوقعة. دور الاعلام، صحافة واذاعة وتلفزة، هو دور لا يقل اهمية عن المدرسة والاسرة، لأن الاعلام يستطيع جلب انتباه المواطن لما لديه من المغريات في لفت نظر المجتمع لما يمتاز به من التشويق والتجديد والتنويع. ان وضع سياسة علمية منهجية لبناء روح الانتماء والالتزام، والاعتزاز القومي، من منطلق الايمان بمجد الماضي، وتناقضات الحاضر، والخوف من المستقبل، بالاضافة لوضع الخطط الضرورية للبرامج الاذاعية والتلفزيونية التي تنمي الشعور والحس الوطني في مسيرة البناء النهضوي هي من اهم واجبات وادوار الاعلام الوطني. الاعلام الموجه والمشبوه وهو الاعلام الذي يعرض الجوانب التي تخدم الجهة التي تتحكم في سلوكه، لتنفيذ مخططاته الخافية على المواطنين. هذا ما جعل الاعلام الموجه محشو بالكلام الفارغ وضياع الوقت، في اجواء محلولة مائعة من اجل اشباع نهزوات مراهقين على حساب القيم والاخلاق والتراث بغية تدمير الشباب، ليهلكوا في شهواتهم التي تؤدي في النهاية الى فشلهم في اخذ دورهم الاساسي في بناء وحماية الوطن والمجتمع. لا احد ينكر بان الاعلام المأجور يجند لخلط الرؤيا وتشويه الواقع، وحجب الحقائق من اجل خلخلة القناعات. من ادوار هذا النوع من الاعلام هو الايغال في التفرقة، والامعان في التضليل من اجل نشر الغموض والالتباس وايصال المواطنين الى واحة المتاهات. الاعلام الوطني الملتزم - هو الذي يعتمد سياسة بانية من خلال معرفة الرؤى الصحيحة، واستجلاء الاسباب لملامح ومظاهر الشر من اجل تصحيح المفاهيم، وبلورة سبل مواجهتها بعزم وتصميم، وتعميم الحقيقة على المواطنين بكل الوسائل الاعلامية المتاحة. - هو الذي يملك القدرة والكفاءة لاستقراء الافكار والاحداث التي تومىء الى خطر متوقع الحصول، على ضوء رؤية مستقبلية ذكية، ونظرة ثاقبة للامور، وتوجه عقلاني في معرفة النوايا، من اجل الوصول الى الحقيقة التي تنتهي معها الريبة، ومن ثم انارة بصيرة الرأي العام، لاخذ الحيطة والترقب والصمود لتجنب هذا الخطر. - من اوائل مسؤوليات الاعلام الشريف هو رفض النقائض، واقتلاع جذور الفتنة وكشف الحجب والضباب والسراب امام المواطن لشحذ همته وايقاض عزيمته. - هو الذي كان له الدور الاكبر في تنمية قدرات الدول المستحضرة، والذي يعتمد على منهج يعتمد في مسيرته على الرؤيا الواضحة للامور، والبصيرة الواعية للتوقعات.