علي القيسي
التربية التي كانت في الماضي القريبة، في اطار الاسرة والاطفال، لم تعد هذه التربية البيتية موجودة في ايامنا هذه (الا ما رحم ربي) حيث اصبحت الحياة غير الحياة الاجتماعية في الماضي .. اطفال اليوم يواجهون مشاكل كثيرة في التربية والرعاية والمراقبة والاهتمام..!! الحياة العصرية بالرغم من توفر كل اسباب الراحة والنعيم والتكنولوجيا الا ان التربية تراجعت في اطار البيت والمجتمع، فالطفل غير قادر على استيعاب واجباته مع وسائل اللعب واللهو والترفيه؟ واسلوب الاهل تغير مع اولادهم، وبات الامر المهادنة والملاطفة الزائدة عن حدها في التعامل مع الاطفال، ليس هناك تربية حازمة، وحقيقية، فاسلوب الدلع للاطفال، جعل منهم كائنات لا تخاف العقاب من قبل الاهل! خاصة من قبل الاب صاحب السلطة في المنزل، كان في الماضي عندما يحضر الاب الى المنزل، بعد عودته من العمل، يتفقد عائلته واطفاله صغارا وكبارا، يسأل عنهم، ويتفقدهم واحدا واحدا، وكانت شخصية الاب قوية وصارمة، كلمته مسموعة وامره نافذ! ولكن اليوم للاسف الكثير من الاباء لا يسألون عن اولادهم، ولا عن تربيتهم، وتحصيلهم الدراسي، ولا عن سلوكياتهم في المدرسة، او في الحارة، ومن هم رفقاؤهم واصحابهم! اليوم للاسف الاب مشغول في عمله طوال النهار والام كذلك، والاولاد مشغولون بالهواتف الخلوية، وباللاب توب، وبالكمبيوتر، وفي غرفهم ساعات طويلة يتابعون الشاشات، وسلبياتها وشبهات اصحابهم ورفقاءهم، والاهل لا يعلمون ما الذي يجري لاولادهم فالتربية غدت على المحك، والاحترام الذي كان للاب والام من قبل اولادهم تلاشى تدريجيا، واضحى الطفل يرد الصاع صاعين على والده او والدته والله يستر من قادم الايام.