نبيل شقير
لا شك بأن صور النضال القومي العربي والفلسطيني يعتبر من اهم المجالات بالتاريخ الحضاري والسياسي، فالاغتصاب الصهيوني لارض فلسطين يقوم على اعتداء اسطوري صارخ البسته الصهيونية ثياب التاريخ وفرضت بمختلف الاساليب الاعلامية والسياسية والاقتصادية على المحافل الدولية وحتى على المؤسسات العلمية شرقا وغربا للترويج لمزاعمهم، ويقال بأن وايزمان استبدل احدى اختراعاته بالاتفاق مع بريطانيا الذي وعده بلفور اثناء الحرب العالمية الاولى باعطاء فلسطين لليهود لتكون وطنا قوميا لهم حتى يستقر بالاذهان، ان فلسطين هي وطن قومي كان مغتصبا والان سيعود لاصحابه والذي لا يحرره سوى العقيدة الصهيونية العنصرية ومن هم اصحاب الارض ومن هو شعبها وحضارتها وكل الاساطير التي يروج لها المحتلون في ميدان انفردوا به واحتكروه، فضللوا الرأي العام العالمي كما شاؤا ولقد حاول الفلسطينيون والعرب بكل الوسائل ان يمنعوا تلك المزاعم بكل ما استطاعوا خاصة عندما انسحبت بريطانيا من فلسطين وسلمتها للعصابات الصهيونية التي دربتها وسلحتها وكانت تمارس القمع الشديد ضد اهلها، وبالنهاية ضاعت فلسطين ولقد حاول العرب بان يحافظوا على ما تبقى منها رغم وجود ثمانية جيوش عربية بالاضافة للمجاهدين من اهل فلسطين ولكن لم يحالفهم النصر وبقيت الضفة الغربية وكل ذلك كان لعدة اسباب منها التعاون مع بريطانيا والسلاح الفاسد، وهذا كله ادى لقيام دولة اسمها اسرائيل، وبدأت المجازر على يد العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني مما جعل اهلها يسرعون بالخروج منها قبل ان يطالهم القتل والذبح وهذا ما كانوا يريدونه لاستبدال شعب فلسطين بالمهاجرين من كل انحاء العالم وانهم شعب دولة اسرائيل، لان فلسطين ارض بدون شعب ولقد حصلت عدة مواجهات مع العصابات الصهيونية التي اصبحت فيما بعد جيش اسرائيل، وهذا ما جعل الفلسطينيين تشكيل المقاومة والعمل الفدائي واعلان منظمة التحرير الفلسطينية وأتت بعدها معركة السموع بعد ان قام رجال المقاومة بعدة عمليات ازعجت اسرائيل وبعدها حرب حزيران وبعدها حصل العدوان على الكرامة بالاردن والتي تكبد بها العدو الاسرائيلي خسائر كبيرة، اعادت الى الامة العربية كرامتها وتلاها فيما بعد حرب 1967 التي ادت الى استرجاع مصر لصحراء سيناء وزيارة رئيس مصر الى القدس وبعدها عقدت اتفاقية سلام بين مصر واسرائيل اسمها كامب ديفيد وبعدها عقدت معاهدة سلام بين الاردن واسرائيل اسمها وادي عربة، وكل ذلك لم يمنع اسرائيل من العدوان على غزة، وحرق المسجد الاقصى، ومجزرة الحرم الابراهيمي وحربها مع حزب الله، واقامة المستوطنات وبناء الجدار العازل والعدوان على غزة وتدميرها مرة ثانية، مجمل القول، ان جرائم الكيان الصهيوني لا تعد ولا تحصى في مجالات تشريد الابرياء من ديارهم والاستيلاء على ارضهم ومصادرتها بالاضافة لمساكنهم وانتهاك حرمة المساجد والكنائس وآلاف الاغتيالات التي نفذت بحق المناضلين الفلسطينيين، والزج بالآلاف بالشرفاء العزل في السجون وما يرافقه ذلك من تعذيب قسري وقتل وسفك دماء ولازال العدوان متواصل واخرها العدوان على غزة ومحاولة الاستيلاء على المسجد الاقصى وجرائم العدو الغاصب لا تزال مستمرة والذي يحظى بالمساندة والدعم الامريكي المطلق رغم وجود معاهدة سلام مع الفلسطينيين ورغم الجلوس على طاولة المفاوضات او استئنافها، وما زال يمارس القتل والاعتقالات واخذ الاسرى، ولا تزال السلطة تتحمل وهي باقية رغم انف العدو وستبقى المقاومة بكل الوسائل خاصة ان اغلب دول العالم يعترف بها ويوما ما سيكون هناك دولة اسمها (فلسطين).