الشاهد -
بين الجد والضحك .. والمخالفات والشغب والفوضى والطرفة
كتب عبدالله العظم
ناقش النواب على مدار اربعة ايام متتالية قانون الموازنة العامة خطب النواب تراوحت ما بين السقف العالي والمعتدل. كما وشهدت اجتماعات النواب شيء من الدعابات البريئة واخرى مشادات وتوتر وفوضى واعتذار من البعض لقواعدهم الانتخابية التي يمثلونها لعجزهم عن تحقيق اي شيئا لهم واعتذارات عبر الميكروفونات لوقوفهم في التصويت لجانب الموازنة، رغم عدم قناعتهم وكأنهم مجبرون على تمريرها وتعبيرا عن عجزهم لرفع اللوم عن ادائهم، واخرين من النواب من رفع سقف الخطابات وخلال لحظات وجدناهم على مقاعد الوزراء يداعبون وزيرا وبعبارات المجاملة والود والبعض منهم راح يجلس او يقف بالقرب من رئيس الوزراء وهو على مقعده، يسلمه قائمة بالمطالب ونواب يتراسلون عبر الحمام الزاجل مع الوزراء واعداد من المراسلين تعبت اقدامهم من نقل قصاصات الورق ما بين النائب والوزير والعكس عندما يتعلق الامر بالرد العاجل من الحكومة في الوقت الذي كانت تصدح فيه كلمات النواب من نقد وتجريح وضرب المقاعد زيادة في التعبير وللفت النظر للقريب والبعيد ومن يجلس على شاشات التلفاز وكأننا في اجواء الدعاية الانخابية، وما هي الا فقاعات بالهواء افلام ومسلسلات كما يصفها النواب انفسهم وفيما يلي بعض المشاهد التي رصدتها الشاهد خلال متابعتها لسير جلسات الموازنة. * عند طرح مقترح عبدالكريم الدغمي على التصويت في منع تحويل اية مبالغ مرصودة للمحافظات او المناطق الى جهات ومشاريع اخرى خارج تلك المناطق لم يصوت على المقترح اي من نواب مناطق عمان والمدن الكبرى بينما الذين صوتوا هم ابناء المناطق النائية وذلك لانه من المعروف ان تحويل اية مبالغ سيكون لصالح عمان واخواتها من المدن الكبرى. * وموقف اخر لم يصوت النواب اصلا على مادة رفع الكهرباء الان التصويت والعودة اليه مرة اخرى للتصويت ثانيا كان على مخالفة محمد الرياطي على المادة وليس على المادة نفسها ولم ينتبه النواب لذلك وكان كل تفكيرهم بانهم يصوتون على المادة الاصل. * بعد ان انهى النائب محمد البدري كلمته وانتقاده لجهل البعض من اصحاب الخطب على منابر الجوامع توجه الى دولة عبدالله النسور وخرجا برهة من الوقت الى القاعات المجاورة. * في نهاية الجلسة خرجت الحكومة والنواب دون الاستماع لتلاوة رئيس الجلسة عاطف الطراونة لتوصيات اللجنة المالية مما دفع بالطراونة الى رفع الجلسة مع قوله (ما بدكوش تسمعوا التوصيات انتو حرين). * النائب خالد الحياري المتغيب دائما عن الجلسات والمقاطع لها حضر عند اخر جلسة ليقول كلمته ويغادر ويبدو انه كان مترددا حيث الغي اسمه عن لوحة المتحدثين وطالبي الكلام ثم عاد وسجل مرة ثانية وكانت اخر كلمة في جلسات الموازنة. * النائب عبدالكريم الدغمي قال ان مخصصات النسور المالية تزيد عن مخصصات اوباما وكانت كلمة اقوى الكلمات واشدها انتقادا وبعبارات نارية ولاذعة امام هدوء المجلس وصمته صمتا تاما عكس ما كان يدور اثناء الخطب من تنقل للنواب عن مقاعدهم والاحاديث الجانبية لهم وغيرها من فوضى. * رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ولاول مرة يبدو شديد الانفعال جراء الفوضى العارمة التي افتعلها النائب محمد الرياطي واستخدام تهويشاته المستمرة والمعتادة. * عند النداء على النائب معتز ابو رمان ليقول كلمته حسب دوره على قائمة المتحدثين تعنت ابو رمان ورفض ان يقول كلمته الا بحضور رئيس الوزراء الذي خرج لحظتها ليقضي حاجة وحمل جهاز اللاب توب خاصته وجلس بجوار رئيس المجلس على مقعد احد المساعدين منتظرا عودة النسور والمفاجىء ان كلمته وعندما القاها لم تحتوي على اية معلومة او عبارة ذات اهمية تستوجب كل هذه الشوشرة والاندفاع. * بعد ان انهى النائب فواز الزعبي كلمته صاح بنائب الرئيس قائلا يا صفدي انت نائب رئيس وبتعمل فوضى اقعد واهدأ ما خليتنا نعرف نحكي. * النائب محمود الخرابشة قالها اكثر من مرة اثناء عملية التصويت على مواد الموازنة (ان تصويتنا اليوم على الله تعود). * اثناء الفوضى التي جرت تحت القبة عند التصويت على مادة الكهرباء تصدى النائب شادي العدوان لكل من محمد الرياطي ومحمد القطاطشة ووقف يصرخ على الرياطي محتجا على اسلوبه. * قبل الدخول الى الجلسة الحسم النهائية في التصويت غادر كل من النواب خميس عطيه ومحمد الحجوج وعلي بني عطا ونجاح العزة ومصطفى ياغي متوجهين في زيارة الى فلسطين ولم يحضروا التصويت. * فور وقوف رئيس الوزراء عبدالله النسور على الستيج ليقول كلمته قام النائب فواز الزعبي بتقديم زجاجة الماء ووضعها امام دولته.