صالح الراشد
تتراجع الرياضة العربية بشكل متسارع قياساً مع تقدم الرياضة العربية، وترافق هذا التراجع في ظل تزايد أعداد المتسلقين والمُتسمرين الملتصقين بكراسي الرياضة، وهؤلاء فعلوا كل ما في وسعهم لإبعاد الكفاءات عن الإقتراب من مناصبهم، وأحاطوا أنفسهم بمجموعات فارغة من المُطبلين والمُهللين الباحثين عن منصب هامشي يوفر لهم فرصة السفر والرحلات والظهور على الشاشات الحديث عن بركات من سهل لهم الطريق لتجاوز من هم أفضل منهم.
هذا هو الحال البائس في الرياضة الأردنية حين تم إبعاد العشرات من أصحاب الفكر المُتقد في شتى مجالاتها التدريبية والإدارية، ففي اتحاد كرة القدم وخلال فترة بسيطة تم التخلص من أبرز الخبراء ليفقد الاتحاد صورته وكان آخرهم المُحاضر المُبدع نهاد صوقار الذي توجه صوب الاتحاد الفلسطيني، وعمر البشتاوي الذي غادر للخليج وأبدع في مجال التحكيم ، كما تم إبعاد خبير الملاعب جميل الخزاعلة وخبير الأمن أحمد قطيشات وخبير العلاقات الدولية منعم فاخوري، وفي كرة السلة تم إخفاء الرئيس طارق الزعبي ولحق به الدكتور بشير العلوان من كرة الطائرة والدكتورة منال طه التي غادرت لاتحاد الإسكواش كونها بطلة عربية في هذا التخصص.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدث حيث تولى الإدارة الرياضية أشخاص لا شأن لهم بها، وهؤلاء تحولوا خلال لحظات إلى خبراء في الادارة، وأصبحوا يتدخلون في أمور فنية لألعاب لم يمارسوها بل لم يعرفوا عنها شيئاً قبل تعينهم، منا يُشير إلى أن عملية التدمير والتحطيم للرياضة الأردنية ممنهجة من قبل أشخاص يرتعبون لمجرد شعورهم بأنهم سيكونون خارج المنظومة، ليضعوا العديد من التابعين لهم في مناصب لم بحلموا بها ليكسبوا ولائهم وينفذوا ألعابهم في استبعاد الخبراء.
وأخذ هؤلاء الكاذبون والمتسلقون والذين يشكلون الخطر الأكبر على الرياضة يعبثون في كل شيء لضمان إبقاء أنفسهم في محور الأحداث، زارعين الوهم في فكر الجميع أنهم يملكون الاصبع السحري لحل جميع المشاكل وإزاحة كل العوائق، والمصيبة ان أحد لم يكلف نفسه بالنظر للمناطق القريبة حيث أسباب الخراب، فهؤلاء يتهمون الجميع بالتقصير ولا يلومون أنفسهم رغم تقاعسهم عن تقديم عملهم بالصورة التي تخدم الوطن واكتفوا بخدمة أنفسهم، والكارثة ان هؤلاء يتكاثرون بشكل طفيلي كونهم يملكون القوة المحركة للعالم ومؤسسات الدول وهو القدرة على الكذب والنفاق.
لقد آن الأوان للخلاص من التركة الثقيلة التي خلفها هؤلاء، وان يتولى أهل الرياضة المؤهلين إدارياً وفنياً لادارتها ووضع الخطط المناسبة لنهضتها، وعلى الذين أكثروا من العبث الخجل من أنفسهم كونهم أصبحوا معروفين للقاصي والداني، لذا عليهم المغادرة دون عودة وعلى أهل الرياضة أن يكسروا ورائهم ألف جرة إحتفالاً بالبدء بنهضة الرياضة بوضع قدمها على الطريق الصحيح.