نبيل شقير
يكاد لا يمر يوم الا ونقرأ في صحفنا ان مؤسسة الغذاء والدواء قد اغلقت مطعما او عدة مطاعم او متجرا أو عدة متاجر بسبب مخالفتها لقانون الصحة والغذاء فهي اما انها تبيع مواد غذائية منتهية الصلاحية او بسبب النظافة او لأن لديها عمالا لا يحملون تصاريح عمل وكل هذه المخالفات تعتبر تجاوزا على القانون. ان يخالف تجار او مطاعم فهذا شيء طبيعي في كل انحاء العالم وخصوصا في دول العالم الثالث لان النفس الانسانية امارة بالسوء ولأن بعض الناس يريدون تحقيق الارباح بغض النظر عن الاسلوب الذي يتبعونه حتى لو كان مخالفا لكل الاعراف والقوانين، لكن ما هو غير طبيعي عندنا هو ان هؤلاء المخالفين لا ينالون العقاب الذي يستحقونه وقد يدفعون مخالفة قيمتها عشرة دنانير ويذهبون في حال سبيلهم مع انهم قد يكونوا قد حققوا من غشهم وتلاعبهم مئات الدنانير، عندما نقرأ عن مطاعم او محلات اغلقت او خولفت بسبب مخالفتها لا توضع اسماؤها في الصحف احتراما وتقديرا لاصحابها الذين غشوا المواطنين واطعموهم اغذية فاسدة وهذا في الحقيقة تصرف غريب من مؤسسة الغذاء والدواء او اية جهة رقابية اخرى واذا كانت الحجة بانهم ما زالوا متهمين فان هذه الحجة غير مقنعة لانهم متهمون وقد ضبطوا بالجرم المشهود وليس هناك ادنى شك في ارتكابهم للمخالفة، ان افضل عقاب لهؤلاء الغشاشين الذين لا يخافون الله هو ان نشهر بهم لكي يعرف كل الناس ماذا فعلوا حتى يعرفوهم ويقاطعوهم عقابا لهم على ما اقترفت اياديهم. روى لي احد ضباط الشرطة الاصدقاء بانه رأى مرة رجلا كبيرا في السن يركض في الشارع وتركض خلفه فتاة وهي تصرح فقبض عليه وسأل الفتاة عما فعله فقالت بانه تحرش بها في الشارع فصرف الفتاة واخذه للمركز الامني وهو يلهث من شدة التعب ولم يتخذ بحقه اي اجراء لانه علم منه ان مريض قلب لكنه طلب ابناءه وعندما جاءوا الى المركز الامني وقال لهم خذوا والدكم الذي تحرش بالفتيات في الشارع فكان ذلك اكبر عقاب له، التشهير بالغشاشين من اصحاب المطاعم والتجار مسألة مهمة جدا ويجب ان تلجأ اليها مؤسسة الغذاء والدواء وهذه افضل وسيلة عقاب لهؤلاء لان عقابهم القضائي غير كاف وسيعاقبهم المواطنون الذين سيقاطعونهم ولا يتعاملون معهم. كنا في دورة في العراق 1979، وكنا نفاجأ بأن احد المطاعم المشهورة قد اغلق ووضعت على واجهته يافطة كبيرة كتب عليها بالخط الاحمر العريض (اغلق بسبب مخالفته لشروط وزارة الصحة) وبالطبع سيقرأ هذه اليافطة كل من يمر بهذا الشارع الرئيسي وهذا افضل عقاب لصاحب هذا المطعم الذي سيخسر كثيرا بسبب مقاطعة المواطنين لمطعمه. الجهود التي تقوم بها مؤسسة الغذاء والدواء هي جهود مشكورة ومقدرة من جميع المواطنين لكن مسألة العقاب يتفق عليها كثيرون وهم يصرون على التشهير باصحاب المطاعم والمتاجر المخالفة لان ذلك افضل عقاب لهم.