رسالة من قيادتنا .. وجيشنا .. وشعبنا الى داعش
والد الشهيد: ابنائي الثلاث اقدمهم هدية للوطن
والدته: ابني دافع عن الحق في مواجهة الباطل
زوجته: معاذ كان فخورا بانضمامه لسلاح الجو ونحن فخورون باستشهاده
الشاهد - نظيرة السيد
اكد الاردنيون جميعا ان قلوبهم رغم الالم الذي يعتصرها والحزن الذي يلفها معلقة صبح مساء في الوطن وامنه واستقراره، وهذا ما عكسته الجموع الغفيرة والوفود التي امت بيت عزاء الشهيد معاذ الكساسبة من داخل الاردن وخارجه واعربت عن استنكارها واستغرابها من هذا الفعل الاجرامي الذي اقدمت عليه داعش بارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق الطيار الملازم معاذ الكساسبة، حيث قدمت الى بيت العزاء وفود عدة ومن معظم دول العالم عربية وصديقه وقدمت تعازيها للشعب الاردني. وكان قد قام وفد سعودي برئاسة الامير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود بتعزية جلالة الملك وزيارة بيت العزاء وتقديم واجب العزاء بالشهيد الكساسبة، كما أمت بيت العزاء وفود من فلسطين والكويت والبحرين والامارات ووفود عربية اخرى ودول صديقة. هذه اللحظات العصيبة زادت التفاف الاردنيين حول قيادتهم وعكست مدى تماسكهم ووحدتهم تحت مظلة قيادتهم وجيشهم واجهزتهم الامنية مدركين حجم المصيبة التي منيوا بها، ولكنهم يعرفون ان وراء كل ذلك مؤامرة بشعة غرضها اثارة الفتن والحرب النفسية التي تحاول داعش وغيرها من المتربصين ومن يحاولون النيل من اردننا الغالي الذي نفديه بارواحنا، وهذا ما حدث في قضية الكساسبة كل الاردنيين اعتبروه فداء لوطنه واحتسبوه شهيدا عند ربه، ولكنهم لم يهينوا او يستكينوا بل انهم رفعوا رؤوسهم عاليا فخرا وعزة وشموخا لان ابنهم كان شهيدا مدافعا عن امته وعن الحق والكرامة والعقيدة والانسانية.
والد الشهيد
وهذاما ترجمه قول والد الشهيد معاذ الكساسبة لجلالة الملك عبدالله الثاني بان اولاده الثلاث يقدمهم شهداء هدية للوطن ورد عليه جلالة الملك بوعده بان يأخذ حق معاذ من قتلته. وكما اكد والد الشهيد في حديثه مع طاقم الشاهد ان ابنه كان يدافع عن دينه وارضه ووطنه وامته وهو معرض للاستشهاد باي وقت وفي اي لحظة وهذا كان قدره لكن الشيء المزعج هو الطريقة البشعة في قتله من تنظيم يدعي الاسلام والاسلام بريء منهم. واضاف يقول عندما تلقيت الخبر وانا خارج المنزل نزل علي كالصاعقة ولكني تمالكت نفسي لانني انسان مؤمن بقضاء الله وقدره وكل مؤمن مبتلى ولا املك الا ان اقول رحم الله شهيد الوطن. واضاف يقول ان هذه الجموع التي أمت بيت العزاء تؤكد ان الحدث جلل لكن الجميع متكاتفون متلاحمون في تصديهم لاي انسان يريد ان ينال من وطنهم وقيادتهم وهذا الوطن امانة في اعناقنا وابني معاذ هو احدهم.
الاردنيون
المسيرة الحاشدة التي ضمت عشرات الالاف من الاردنيين وانطلقت يوم الجمعة الماضي بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل تؤكد مدى التلاحم الوطني الكبير والذي ندد بالجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الشهيد معاذ الكساسبة وتوعد الاردنيون داعش بالموت وانهم في صف واحد وان وحدتهم اكبر رد على هذا التنظيم الارهابي الذي لا يمت للاسلام بصلة وقالوا ان هذه الجريمة زادت من وحدتهم في مواجهة كل التحديات واثبتت ان الشعب الاردني اكثر ولاء وتلاحما وانتماء وانهم مصرون على محاربة الارهاب بكافة اشكاله وايصال الرسالة السمحة للاسلام التي تنبذ العنف والتطرف.
والدة الشهيد
والدة الشهيد قالت انها فخورة بابنها معاذ الذي ضحى بروحه فداء لوطنه وشكرت الشعب الاردني وكل من وقف بجانبهم في محنتهم، وقالت ان الشهيد معاذ اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الشهادة وانا افتخر به لانه خرج يدافع عن الحق في مواجهة الباطل. وانا ورغم ان الحزن يمزق قلبي وسوف يبقى معي لاني لن انساه ما حييت ولكني اشكر الله على هذه النعمة التي انعم بها على ولدي بان سقط شهيدا.
زوجة الشهيد
تحدثت عن الجانب الانساني والشخصي في حياة الشهيد معاذ رغم ان المدة الزمنية التي قضياها معا كانت قصيرة الا انها استطاعت ان تكتشف جوانب كثيرة في حياته، واهمها انه رجل ملتزم بالدين مؤدب كرس وقته لعمله وعائلته وكان محبا خلوقا حنونا على زوجته واهله وخصوصا شقيقاته الاصغر منه سنا وعندما انضم للقوات الجوية كان فخورا بذلك وقد حدثها عن اول ايامه كطيار وكيف كان يحلم بأن يرتقي في عمله. اما عن احلامهما معا فقالت انوار زوجة الشهيد معاذ بانه لهم ذكريات جميلة معا وايام شهر عسل لن تنساها ابدا وكان يريد منها في حال انجبت ولدا ان تسميه كرم لانه كان يحب ان ينادى بأبي كرم واعطاها الحرية بتسميته اي اسم اذا كانت بنتا لكن الله لم يكتب لها ان تحمل قبل استشهاده وهي تمنت ذلك لكي يكون لها ذكرى منه طوال عمرها لكن هذه ارادة الله ولا اعتراض على حكمه.
جلالة الملك في بيت العزاء
زار جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة بيت عزاء الشهيد البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبه يرافقه سمو الامير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين والكائن في لواء عي لواء الشموخ حيث زف الاردنيون الشهيد الى الجنة باذن الله وتحول العزاء الى بيت للتهاني بشهيد الوطن والهتافات بحياة جلالة الملك وتأكيد البيعة لقائد الوطن والاعلان للعالم أجمع ان الاردن بوحدة ابنائه قادر على التصدي والرد في الوقت المناسب على كل الأعمال الاجرامية وانهم يقفون اليوم صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية الحكيمة لتفويت الفرصة على كل الطامعين والطامحين الى تحويل الاردن الى واحة الى الدمار والخراب بدلا من واحة للامن والاستقرار واننا نحافظ على انجازاتنا ومكتسباتنا نحارب الشر والعدوان ونحترم الخير ونقدمه لكل الناس تلك هي كلمات العم صافي الكساسبه والد الشهيد البطل الذي قدم لجلالة الملك والوطن الاردني ابناءه الثلاثة كمشاريع شهادة . وكان جلالة الملك وقبل وصوله الى بيت العزاء قد اعلن من خلال لقائه برئيس هيئة الاركان المشتركة في القيادة العامة للقوات المسلحة وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين ان الحرب على الارهاب مستمرة وعلى من شوهوا صورة الدين الاسلامي الحنيف من التنظيم الارهابي داعش داعيا الاردنيين والاردنيات الى مزيد من الوعي والتماسك والثقة بالجيش والاجهزة الامنية لتقوم بدورها المناط بها دور البطولة والتضحية من أجل الاردن وترابه الطهور وكافة الارض العربية واعلنت عشائر الكساسبه والبرارشه خاصة والاردنيون الذي غص المكان بهم التفافهم حول قيادة جلالة الملك والعرش الهاشمي معتبرين الشهيد البطل معاذ الكساسبه لن يكون الاول ولا الاخير بعد ان انضم الى قوافل الشهداء وصفي التل وهزاع المجالي وغيرهم من الشهداء في عليين عند رب العالمين باذن الله تعالى .
الملكة رانيا تعزي والدة الشهيد
كما قدمت جلالة الملكة رانيا العبدالله واجب العزاء بالشهيد البطل معاذ الكساسبة وذلك خلال زيارة قامت بها الى بلدة عي بمحافظة الكرك.
واعربت جلالتها عن مواستها لوالدة الشهيد البطل ولزوجته واخواته، مؤكدة ان الشهيد معاذ سيبقى في قلوب وذاكرة كل الاردنيين ابنا وأخا وبطلا قدم حياته فداء لوطنه ودينه.
رسالة إعلامية موحدة
كما كانت مجموعة من الإذاعات الأردنية قد اطلقت مبادرة (صوتنا_واحد) للتعبير عن تضامنها ووقوفها معا خلف الوطن والقيادة الهاشمية إثر الظروف الصعبة التي يمر بها الأردنيون بعد استشهاد البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة. وتضمنت مبادرة (صوتنا_واحد) توحيد البث بين الإذاعات المشاركة على أثير راديو هلا، اذاعة القوات المسلحة الأردنية، لإيصال رسالة إعلامية موحدة على لسان ألمع نجوم الإذاعة في الأردن، وتظهر الرسالة تكاتف وتعاضد الأردنيين جميعا من مختلف توجهاتهم وأصولهم في وجه الإرهاب والتطرف، وتؤكد على رفض الأردن للأعمال الإرهابية التي تشوه صورة الدين الحنيف، مشددة على دعم الأردنيين كافة للقوات المسلحة – الجيش العربي والقيادة الهاشمية الحكيمة. وهذه المبادرة الوطنية "تظهر مدى قوة ووحدة صفوف الشعب الأردني الأبي في الشدائد، وهذا المصاب الجلل مصابنا جميعا ويمسنا كلنا كأبناء الأردن على اختلاف طوائفنا وجنسياتنا وتوجهاتنا الفكرية. ولقد ارتأينا الخروج بهذه المبادرة لإيصال صوت واحد، وهو صوت القوة والوحدة الوطنية في وجه الإرهاب الذي لا دين له."