أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات عن المعارضة والموالاة

عن المعارضة والموالاة

16-12-2021 06:13 PM

بلال حسن التل


عبد الحليم النمر وصالح المعشر وشفيق ارشيدات، ثلاثة من اقطاب الحياة السياسية الاردنية ايام القها ،خاصة في خمسينيات القرن الماضي، ومن قيادات الحزب الوطني الاشتراكي، وقد كان الثلاثة نوابا ووزراء لكنهم كانوا من زعماء المعارضة الوطنية ، يوم كانت المعارضة تمتلك رؤية تحولها احزابها الى برامج عمل، ففي تلك الأيام كانت المعارضة تسهر على مصالح الناس لذلك كانت معارضه منتجة, يومها لم تكن المعارضة تمارس الردح ولم يكن هدفها الابتزاز،ولم تكن الاحزاب مجرد واجهات لتلميع اشخاص ولتحقيق مصالح شخصية، كما لم تكن ديكورا او يافطات تقوم على الفك والتركيب على طريقة العاب الاطفال.
رغم صفتهم المعارضة ، كان الملك المؤسس عبد الله الاول اذا رأى عبد الحليم او صالح او شفيق منفردين او مجتمعين يأخذهم باحضانه معانقا لهم،ولما سئل جلالته عن سر حبه واحترامه لهؤلاء المعارضين قال جلالته هؤلاء هم الذين يسمعنونني الرأي الاخر.
هذه الممارسة من قائد حكيم صاحب تجربة سياسية طويلة, تعامل خلالها مع امبراطوريات ودول كبرى ودهاقنة السياسة الدولية،وهي تجربة صقلتَها ثقافة واسعة فقد كان جلالته مفكرا واديبا وشاعرا كما كان يتصف بالحكمة والصبر وبعد النظر وكلها صفات كانت تمكن جلالته من الدقة في اصدار الاحكام وتقيم المواقف،وهي الحكمة التي جعلته يلمس بان المعارض والمخالف في الرأي ليس عدوا, بل لعله اشد اخلاصا وولأ من الموالي الذي يرى الخطاء فلا ينبه له بل ربما زينه وشجع عليه،على قاعدة (وانا مالي), وهنا تكمن أهمية المعارضة النزيهة, عندما تتصدى للتنبيه للأفكار التي تهدد المجتمع والدولة أو الاخطاء التي تشوب أداء أجهزتها, على أن يتم ذلك كله مع مراعاة أدب الخطاب وحسن العرض, بحيث لا يتم تصيد الاخطاء لتضخيمها ومن ثم استخدامها لتشويه صورة الدولة واجهزتها, والتشهير برجالاتها, فإن اسوء أنواع المعارضة تلك التي تحول القضايا العامة إلى قضايا شخصية, كما ان اسوء أصناف المسؤولين ذلك المسؤول الذي يحول النقد الذي يوجه إلى أداء مؤسسته إلى قضية شخصية يأخذ على اساسها مواقفه من الناس والعلاقة معهم.
خلاصة القول: انه بمقدار أهمية الحكومة لتطوير المجتمع وتمدنه وتحضره فإن المعارضة النزيهة لا تقل أهمية عن الحكومة لأنها تحمي من الأخطاء وتكمل الصورة.
Bilal.tall@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :