الشاهد -
صالح الراشد
الإصابات والعارضة والقائم تحرمنا الفوز على مصر
أسود الاردن تزأر في قطر والقادم أفضل
غادر منتخب النشامى بطولة كأس العرب برؤوس مرفوعة وبعرض خيالي أمام المنتخب المصري المرشح للقب، غادر الأسود وزئيرهم يملأ استاد الجنوب في قطر، غادروا البطولة ووجهوا رسالة للجميع بأن مستقبل المنتخب الأردني واعد وأن القادم أفضل، غادر الأبطال وسط تصفيق الجميع وإعجاب العرب بهذا المنتخب الذي وقف نداً قوياً للمنتخب المصري الذي أنقذته العاضة والقائم من خسارة كبيرة، غادر النشامى بعد أن نثروا عطر إبداعهم في الدور ربع النهائي وكسبوا تعاطف كل مشجعي الكرة بعد أن تحدوا المستحيل، فالغيابات التي لحقت بالفريق قادرة على إلحاق الهزيمة بأي منتخب، لكن النشامى بنجومه ومبدعيه تحدى المنطق ولغة الورق وصنع لغة المستحيل على أرض الملعب.
خسرنا أمام الأشقاء المصريين وكسبنا منتخب بلاعبيه الأساسيين والبدلاء، فقد كان نجوم النشامى على قدر العزم، ولعبوا كما لم يفعلوا من قبل، فعشق الأردن متغلل في الصدور ليقدموا ملحمة قتالية قل نظيرها على الرغم من غياب محمد الدميري ويزن العرب ومهند خيرالله وأنس العوضات وأحمد سريوة وبهاء فيصل، لنجد أن كل لاعب نجم واثق من نفسه، لنجد العنفوان الاردني بابهى حُلة، فقدم محمد أبو حشيش مستوى مميز وكذلك فعل إحسان حداد، وكان عبدالله نصيب وهادي الحوراني على قدر المهمة، فكانوا بحق رجال خلفهم الأسد يزيد أبو ليلى الذي اثبت أن مدرسة الحراسة في الأردن ستظل مميزة، واستعاد بهاء عبدالرحمن شبابه وقاد الأوركتسرا الأردنية على طريق الموسيقار ياني.
نعم لقد كان منتخب النشامى ممثل فوق العادة للكرة الأردنية، فارتجت العارضة من تسديدة المبدع نور الروابدة ومحمود مرضي وعلي علوان، وتألق الشاب الصغير محمد أبو زريق "شرارة"، وأبدع وأمتع يزن النعيمات بتسجيل هدف خرافي، و أرعب نجومنا الذين سطع بريقهم في سماء الدوحة المنتخب المصري المدجج بالنجوم، وجمهوره المتعطش للفوز، وكنا قريبين من تحقيق إنتصار تاريخي في الشوط الأول، لكن الحظ لم يحالف النجوم في تعزيز النتيجة، ليثبت النجوم ان التعثر أمام المغرب كان كبوة حصان أصيل قادر على المضي قدماً بقوة ليعود رقماً صعباً بين الكبار.
لقد تجاوز المدير الفني العراقي عدنان حمد والمدربون أحمد عبد القادر وحسونة الشيخ وعامر شفيع الدور الأول، وفي مباراة الربع نهائي قدموا الصورة التي تسعدنا والشكل الأنيق لمنتخب النشامى، مما سيزيد من فسحة الأمل بعد أن شهدنا ولادة منتخب الظروف الصعبة، بأن تكون بطولة آسيا القادمة في الصين هدفاً لإثبات جدارة الاردني بأن يعود فارس من فرسان القارة، لقد أذهلنا المنتخب وهو يقدم مستواً فنياً فاق الوصف، لنجد أن الروح القتالية العالية سمة اللاعبين، وتنفيذ الخطط على أرض الميدان باحترافية عالية، والثقة نعم الثقة علامة مميزة وفارقة في آداء النجوم.
لقد أحزننا الخروج من بطولة كأس العرب، لكننا إطمئنينا على مستقبل المنتخب الوطني بأنه بيد أمينة، وأن قادم الايام سيحمل النتائج الأجمل وسيكون أفضل حين تكتمل كتيبة حمد بشفاء المصابين والإستعداد المثالي، بل وللحق لم نشعر بالسعادة عند الفوز على المنتخب السعودي كون صورة المنتخب لم تكن واضحة، وهذا ما بحثنا عنه الصورة الجميلة التي تفرض نفسها على المنافسين وهو ما صنعة النشامة أمام الفراعنة، فمبروك لنا منتخب المقاتلين ومبروك للاشقاء في مصر الفوز، والقادم أفضل بإذن الله.