بقلم : عبدالله محمد القاق
شهدت اليمن احداثا دراماتيكية خلال الاسبوع الماضي حيث استقال الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته خالد بحاح مما اعاد خلط الاوراق ودفع اليمن الواقع في «قبضة الحوثيين» الى مستقبل مجهول. ولم يُعرف بعد مصير الاتفاق الذي توصل اليه مستشارو الرئيس ليل الاربعاء ووافق عليه الحوثيون والذي اعتبرته احزاب معارضة وأطراف خارجية انه تم بالاكراه والضغط على هادي.. وتزامن الإعداد لمعركة النفط، مع وصول مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر إلى صنعاء غداة إجبار الحوثيين الرئيس على توقيع اتفاق يلبي مطالبهم لإحكام السيطرة على مفاصل الدولة كافة ما يضع الرئيس تحت وصاية الجماعة. وفيما تظاهر مئات الناشطين في صنعاء احتجاجاً على «انقلاب الحوثيين» على الرئيس وللمطالبة بخروج مسلحيهم من العاصمة والمدن الأخرى أعلنت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت (شرق) إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام القادمين إلى المحافظة رداً على التصعيد الحوثي. وكان المسلحون الحوثيون سيطروا الثلاثاء على القصرين الرئاسي والجمهوري ومنزل هادي وألوية الحماية الرئاسية ولواء قوات الصواريخ وجهازي الاستخبارات في سياق استكمال عمليتهم الانقلابية على الرئيس وفرض واقع جديد على مسار العملية السياسية والمرحلة الانتقالية الدائرة في اليمن. ونص الاتفاق الذي أبرموه ليل الأربعاء مع هادي ومستشاريه الممثلين للأطراف السياسية على انسحابهم من القصر الرئاسي والقصر الجمهوري ومعسكر الصواريخ والإفراج الفوري عن مدير مكتب هادي والأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني أحمد بن مبارك الذي خطفه مسلحو الجماعة السبت بعد اتهامه بمحاولة الانقلاب على «اتفاق السلم والشراكة» والسعي لتمرير مسودة الدستور التي تضمنت تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية. وعلى رغم الاتفاق الجديد شوهد مسلحو الجماعة أمس في مواقعهم في محيط القصر الرئاسي وجوار منزل هادي في حين أكدت وزيرة الإعلام نادية السقاف عدم إطلاقهم سراح بن مبارك مع أنهم حصلوا على كل مطالبهم من الرئيس هادي. في غضون ذلك بدأت الجماعة أمس الإعداد لمعركة مأرب (شرق صنعاء) وحاصرت اللواء السابع احتياط في منطقة خولان على أطراف محافظة مأرب للسيطرة عليه قبل أن تشتبك مع مسلحي القبائل المناوئين لها والمحسوبين على حزب «الإصلاح إلى ذلك أفادت مصادر رئاسية أن بنعمر وصل إلى صنعاء وعقد اجتماعاً للأطراف السياسية الموقعة على اتفاق»السلم والشراكة» مع الحوثيين في أيلول (سبتمبر) الماضي، للبحث في المستجدات الأخيرة التي عصفت بصنعاء ودرس آلية تنفيذ الاتفاق الأخير بين الجماعة والرئيس هادي. هذاوبدأت السلطات المحلية في العاصمة تقويم أضرار المواجهات الأخيرة بين الحوثيين والحرس الرئاسي، وكشفت عن سقوط 116 قتيلاً وجريحاً من الجانبين، في وقت أعلنت السلطات المحلية في عدن استئناف العمل في مطارها ومينائها بعد توقفه احتجاجاً على سيطرة الحوثيين على الرئاسة اليمنية واحتجاز بن مبارك. وفي حضرموت أعلنت اللجنة الأمنية أمس إغلاق منافذ المحافظة البحرية والبرية والجوية احتجاجاً على انقلاب الحوثيين على هادي، وسط أنباء عن استئناف إنتاج النفط في حقول المسيلة غداة إعلان الاتفاق بين هادي والجماعة. ورفع مئات الناشطين خلال تظاهرة خرجت من أمام جامعة صنعاء شارات حمراء، تعبر عن رفضهم التصرفات الحوثية ضد الشرعية الحالية، كما اعتبروا احتلال القصر الرئاسي ومحاصرة منزل هادي خروجاً عن كل الاتفاقات والمواثيق الموقعة بين الأطراف السياسية اليمنية. وضمنت الجماعة عبر الاتفاق تعيين عناصرها في مفاصل الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية والمدنية، كما ضمنت إعادة النظر في قرار إنشاء الهيئة الوطنية للرقابة على الدستور بما يكفل لها إسقاط المواد التي تنص على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم.
الاوضاع في اليمن جد خطيرة وقد يجري تقسيم اليمن في ضوء تطور الاحداث في اليمن الى اقليمين شمالي وجنوبي اذا استمرت الاوضاع الاهنة حاليا