الشاهد - استقبل فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة، اليوم، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي الذي نقل لفخامته رسالةً من جلالة الملك عبدالله الثاني ركّزت على الجهود المبذولة لايجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، وضمان توفير الدعم الاقتصادي اللازم للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكًدت الرسالة استمرار الأردن في تكريس كل الإمكانيات لإسناد الشعب الفلسطيني الشقيق، وتلبية جميع حقوقه المشروعة.
وبعث الرئيس الفلسطيني تحياته لجلالة الملك، وأكّد تثمين الجهود المتواصلة التي يقودها جلالته لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته العادلة.
وفي تصريحات صحافية مشتركة مع نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي بعد اللقاء، قال الصفدي أن زيارته لرام الله جاءت بتكليفٍ من جلالة الملك لنقل رسالةٍ إلى فخامة الرئيس محمود عباس "ترتبط أساساً بجهودنا المستمرة لتنسيق تحركاتنا من أجل إسناد الشعب الفلسطيني الشقيق، وضمان إيجاد الأفق السياسي الحقيقي الذي يأخذنا باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام".
وأكّد الصفدي أن "المنطلق هو أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، هنالك استحالة لبقاء الأمور في حالة الجمود التي هي عليه، ذلك أن التحديات تتفاقم يوماً بعد يوم، ولابد من تحركٍ دوليٍ حقيقيٍ يأخذنا باتجاه انخراطٍ فاعلٍ للبحث عن حلٍ للقضية الفلسطينية، القضية التي كانت وستبقى قضيتنا المركزية الأولى".
وقال إن الاجتماع مع الرئيس عباس ركّز على ثلاثة عناوين رئيسة أولها "هو الاستمرار في تنسيق الجهود لضمان إيجاد الدعم الاقتصادي اللازم للسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث أن هناك ضغوط اقتصادية كبيرة لابد من إزالتها، ومن فتح الآفاق الاقتصادية أمام الشعب الفلسطيني الشقيق".
وقال أن العنوان الثاني مرتبط بالحفاظ على التهدئة "وهذا هدفٌ لنا جميعاً"، حيث جرى بحث كيفية الحفاظ على هذه التهدئة عِبر الانخراط مع جميع الأطراف الفاعلة "انطلاقاً من أن الحفاظ على التهدئة يتطلب عدم القيام بأي إجراءات لاشرعية، تقوض فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، الذين تعلمون أنه انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليه يشكل أيضاً أولوية لجلالة الملك والمملكة".
والمحور الثالث هو إيجاد الأفق السياسي، وأوضح الصفدي أن العنوان الثالث للقاء كان حول "استحالة استمرار الوضع الراهن، وبالتالي كيف نعمل معاً من أجل تحقيق الزخم الإقليمي والدولي للعودة إلى جهدٍ حقيقيٍ يتيح التقدم باتجاه حل الدولتين".
وقال الصفدي "في كل هذه العناوين نحن متفقون ونعمل بتنسيقٍ كاملٍ وتشاورٍ مستمرٍ".
وأكد الصفدي "رسالتنا إلى العالم أجمع أنه لا يمكن القفز فوق القضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل إلا من خلال حل أساس الصراع في المنطقة، وهو القضية الفلسطينية على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني".
وأشار الصفدي إلى أنّه تم خلال اللقاء أيضا تناول موضوع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، وقال "تعلمون أنه نظّمت المملكة بالتعاون مع مملكة السويد أخيراً مؤتمراً دولياً لحشد الدعم للأنروا، وكان معالي الوزير موجود وله دور أساسي بكل ما قمنا به من جهد، بهدف أيضاً التأكيد على أنه يجب الاستمرار بتقديم الدعم اللازم، حتى تستطيع الوكالة أن تؤدي خدماتها إلى اللاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي".
وأكّد الصفدي أن دعم الأنروا "موضوع يشكل أولويةً مشتركةً لنا جميعاً إذ أن الوكالة ما زالت تعاني من عدم توفر الأموال اللازمة للقيام بدورها".
وقال الصفدي "تحدثنا أيضاً حول قضية الشيخ جراح، وهذا موضوع يشكل أيضاً موضوعاً أساساً بالنسبة لنا في الأردن".
وأكّد أنه من الناحية القانونية قدّم الأردن كل ما عنده من أوراق ووثائق تثبت حق أهالي الشيخ جراح في بيوتهم، ومن الناحية السياسية تقوم المملكة بكل ما تستطيع من جهد للحؤول دون تهجير أهالي الشيخ جراح من بيوتهم "لأن تهجيرهم من بيوتهم سيكون وفق القانون الدولي جريمة حرب وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به جميعاً".
وشدد الصفدي "نحن مستمرون في العمل معاً، وبتنسيقٍ مستمرٍ وشراكةٍ حقيقيةٍ وبالتنسيق مع أشقائنا في جمهورية مصر العربية، وبالتنسيق مع الشركاء في المجتمع الدولي من أجل أن ننهي حالة الجمود وإيجاد أفق حقيقي يأخذنا بإتجاه السلام العادل والشامل الذي يشكل خياراً استراتيجياً لنا جميعاً".
وقال "اللقاء كان اليوم موسعاً ومعمقاً، كان هناك حديث عن خطوات مشتركة سنقوم بها من أجل إيجاد البيئة الإقليمية والدولية اللازمة لتحقيق الإنفراج الذي لابد من تحقيقه، حؤولاً دون ما لا نريده جميعاً وهو تفجر الأوضاع بشكل لن تحمد عقباه ولن يكون إلاّ عامل عدم استقرار للمنطقة برمتها."
وختم الصفدي "نعتز دائماً في أن نكون في رام الله، أن نكون في دولة فلسطين، رسالة أخرى أننا دائماً إلى جانب أشقائنا في فلسطين، وأن الأردن كان وسيبقى السند والأقرب إلى أشقائنا في فلسطين".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي إن اللقاء جاء "لاستكمال المشاورات والتنسيق الدائم والمعمق ما بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين، ونحن سعداء جداً بهذه الزيارة، وأريد أن أؤكد بأن اللقاء الذي تمّ مع سيادة الرئيس محمود عباس كان لقاءاً معمقاً، ناقشنا فيه كثير من القضايا المرتبطة بالقضية الفلسطينية".
وقال المالكي "أنتم تعلمون بأن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو الذي يقود على المستوى العربي والعالمي الدفاع عن القضية الفلسطينية، وطرح القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، وبالتالي نحن نشكر جلالة الملك والأردن لهذا الدور المميز والرائد في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني وفي طرح هذه القضية في كافة المحافل الإقليمية والدولية".
وأضاف المالكي "اليوم كان هنالك استكمال لمثل هذا النقاش المستمر الدائم ما بين جلالة الملك وأخيه سيادة الرئيس، وأيضاً ما بين أخي أيمن وأنا شخصياً وعلى كل المستويات ما بين المسؤولين الأردنيين والفلسطينيين".
وقال المالكي أن "اللقاء كان معمقاً فيه الكثير من القضايا والتفاصيل، وحاولنا أن نضع رؤية مشتركة لكيفية العمل المشترك في المرحلة القادمة في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، والتي يقودها أيضاً جلالة الملك والمملكة الأردنية الهاشمية بكثيرٍ من الجهد والتقدير والتميز".
وأضاف المالكي "خرجنا بكثيرٍ من الأمور التي هي بحاجة إلى المتابعة في المستقبل القريب، وسوف نستمر في التنسيق في كافة المحافل الإقليمية والدولية".