الشاهد -
كتب محمود كريشان
بلا مقدمات .. هو (حسن البير) الشهير بلقبه المتداول شعبيا ورسميا (حسن ابو علي)، ذلك العماني المعتق، الملتصق عشقا منذ عام 1949 في قاع المدينة، حارسا ابديا لوسط المدينة التي احب وعشق. ابو علي .. لا يمكن لكائن من كان، ان يزاود على الانتماء الوطني الضخم الذي يتحلى به .. للاردن والهاشميين وعمان معشوقته الابدية، التي قال عنها في ذات وقت: والله لو وضعوني في الجنة .. لقلت: آه يا عمان.. يقولون ان (عظامه ذهب) .. ومن يعرفه جيدا سيقول حتما: (اللي في جيبته مش اله) .. فهو (كساب وهاب) .. المال الذي في محفظته يعرف طريقه، نحو الغلابى والمساكين ومن تقطعت به السبل من الادباء والمثقفين.. ولمن يزور عمان القديمة، عليه ان يتوقف (اجباريا) في (كشك الثقافة العربية) المنارة الاردنية المشعة بالعلم والمعرفة والثقافة، ليشاهد (ابو علي) الفقير ماليا، لكنه الغني باخلاقه وبمكارمه وبصورته النقية، التي ما تلوثت بمغريات الدنيا وزينتها، فهو الوفي الابدي للراحلة قبل الاوان.. رفيقة دربه المرحومة (ام علي)، وقد اقسم بجلال الاردن بأن يكمل حلمها ورسالتها بتعليم كريماتها واولادها .. وهن وهم الذين يمضون على الدرب .. بالعلم والمعرفة والنخوة .. ومكارم الاخلاق .. ابا علي .. و(الشاهد) عليّ الله .. بصراحة متجردة ومطلقة .. لن ولا تكون نكهة وطعم لعمان، بدون ان يتكحل القلب قبل العين، برؤية معشوقته الاردنية الأبية (عمان) .. وهو يترنم بترديد رائعة الغناء الفيروزي الملائكي القشيب: عمان في القلب، انت الجمر والجاه.. سكنت عينيك يا عمان، فالتفتت الي من عطش الصحراء امواه .. وكأس ماء اوان الحر ما فتئت، الذ من قبل تاهت بمن تاهوا..