الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
شدني منظر امرأة شاحبة الوجه كانت جالسة بجانب منزلها تنتفض بردا وكانت تتدفأ بنار اشعلتها من القش والورق وبعض الخشب لتدفأ بها اطفالها الصغار الذين احاطوها. واقتربت منها وسألتها عن الاسباب التي جعلتها تشعل النار بجانب منزلها وصمتت وقالت ان امثالكم لا يشعرون ولا يعلمون ان هناك بيوتا لا تستطيع توفير ما تدفىء به اطفالها، وان هناك عائلات تقضي فصل الشتاء وهم يتدفأون بوضح الحرامات على اجسادهم، ودعتني نظمية ان ادخل لارى منزلها وتجولت عين الكاميرا بالبيت الغير صحي حيث كان مكونا من غرفتين ومطبخ غير صحي ومعتم والمنزل تفوح منه روائح العفونة والرطوبة والتي تزيد من الامر سوءا المنزل لا تدخله الشمس او الهواء الصحي لانه بدون شبابيك وخرجنا من المنزل سريعا لانني شعرت انني لا استطيع الوقوف اكثر بالمنزل وكان المنزل باردا جدا وبدون اثاث وكان فيه بعض الفراش القديم والمهترىء. وقالت نظمية ان هذا المنزل يعيش فيه حوالي عشرة افراد، وجميعهم صغارا وبحاجة الى من يعيلهم وزوجي مريض يعاني من سرطان الجلد والتهاب رئوي الحاد ومن الروماتزم بالعظام ولا يستطيع احد تشغيله بسبب مرضه وولدي احمد ويبلغ من العمر سبع سنوات اصيب بحروق عميقة بوجهه ورقبته وبطنه وهو بحاجة الى عمليات ترميم ولا نقدر على تكاليف العملية وتعيش ايضا معي ابنتي وزوجها واطفالها لانهم لا يجدون ولا يستطيعون تأجير شقة وزوجها ايضا عاطل عن العمل واكدت نظمية بانهم لا يتقاضون من صندوق المعونة الوطنية وناشدت الام الثكلى اهل الخير والمسؤولين عن صندوق المعونة الوطنية بصرف راتب لهم وقالت وهي تبكي ان ظروفنا المالية سيئة ولا نجد ثمن الخبز لوحده وابنائي لا يجدون ما يقيت معدتهم ودائما يبكون جوعا وبردا واكدت ان ابناءها منذ زمن طويل لم يتناولوا طعاما فيه اللحم والدجاج والسمك ولم يتناولوا الحلويات ولم تدفأ اجسادهم.