الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
حكايات مأساوية يسمعها فريق الشاهد الذي يزور بيوتا واسرا عفيفة في جميع انحاء المملكة هذه الاسر تعيش حياة الضنك فلا يجدون غالبا ما يسد رمقهم الفقر عنوانهم والجوع هويتهم والمرض نهش اجسادهم. الشاهد طرقت ابوابا عديدة في منطقة وادي المربط واستمعت لمعاناتهم وآهاتهم وأوجاعهم وعتبهم الشديد على اهل الخير الذين لا يقومون بمساعدتهم حيث قال العديد من العائلات المستورة كيف يرضى الميسورون ان يعيشوا حياتهم ببذخ ويتناسون العائلات المستورة الذين لا يجدون اقل القليل من الطعام. الحالة الاولى الحاج فتحي فياض ويبلغ من العمر 85 عاما ويعيش مع زوجه العجوز ريا سعيد وتبلغ من العمر 75 عاما وقد وجدنا باب منزل العجوزين مفتوحا على مصراعيه بالرغم من برودة الجو، المنزل كان عبارة عن غرفة واحدة ولا يوجد فيها سوى فراش مهترىء ورث قديم وكان العجوزان يجلسان بجانب بعض وبجانبهم صحن فيه ماء وقد وضع فيها اكواب الشاي وعلمنا بعد ذلك ان هذا الاناء الذي وضع فيه الماء من اجل ان تغسل فيه الاكواب المتسخة لانها عجوز لا تستطيع الحراك من مكانها بسبب الامراض العديدة التي تعانيها، حيث قال الحاج فتحي انني رجل ضرير منذ سنوات واعاني من الشلل الرباعي ولا استطيع الحراك من فراشي واعاني ايضا من حالة الاكتئاب المتقدمة وزوجتي العجوز تعاني من امراض القلب وشلل بالاطراف ولا نجد من يقوم على خدمتنا سوى المجاورين الذين يقومون بزيارتنا للاستطلاع عن احوالنا لهذا نترك باب الغرفة مفتوحا لاننا لا نستطيع اغلاقه. واكد الحاج انه يتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا قيمته تسعين دينارا شهريا وهذا الراتب يدفع منه اثمان الكهرباء والماء واجرة الغرفة وقيمتها 65 دينار مضيفا اننها نعيش على دخل قيمته 15 دينار. واكد الحاج انه وزوجته طعامهم الوحيد الخبز والفلافل والشاي وانهم لم يتناولوا اي نوع من الطبخ منذ زمن وانهم ايضا لم يتناولوا اللحوم والدواجن والاسماك منذ شهور عديدة وانهم يعيشون على ما يجود عليه الجيران الذين هم ليس احسن حالا منهم واكد الحاج انهم يعانون من البرد الشديد لانهم لا يجدون ثمن الكاز وثمن ما يدفأ به اجسادهم المريضة.