نظيرة السيد
اثناء العاصفة الثلجية (اليكسا) في العام الماضي عشنا اياما ومواقف لا يمكن ان نصفها بالعصيبة والغريبة علينا وكان فيها من الاحداث والمفاجآت الكثير واكثر مما كنا نتوقع وشاهدنا الحقيقة بام عينها دون اقنعة او حواجز تخفي العيوب وبدا ذلك جليا ابيض كبياض الثلج الذي كسا شوارعنا وسهولنا ورفد سيولنا واوديتنا، عشنا اياما بحلوها ومرها منا من استمتع بهذا المشهد وهذه الظروف ومنا من كانت معاناته فوق كل احتمال. قلنا وقتها ان العبرة لمن اعتبر وهذا بالفعل ما حدث اثناء العاصفة (هدى) اذ انه وبالمقارنة بالعام الماضي فان الحوادث قد قلت وتفادينا الازمات(رغم الانتقادات) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الاستعداد المسبق في التعامل مع الازمة سواء كان من مواطن ومسؤول مكنتنا من السيطرة على الوضع وبرز لنا رجال اشداء من مختلف القطاعات اثبتوا بجدارة ان التكاتف والتلاحم في الشدائد لا بد وان يؤدي الى نتائج ايجابية تنعكس على الوطن والمواطن. في هذا العام لن نملك الا ان نقدم الشكر والعرفان لرجال اشداء كنا دائما نؤمن بانهم عزوتنا في الشدائد وزاد ايماننا بذلك بعد هذه التجربة لانهم لم يتكلموا كثيرا (كما البعض) ولم يتعبوا اذاننا بتصريحاتهم ووعودهم التي مللنا منها وكانوا مثالا يقتدى به دفع مسؤولينا في هذا الوطن الى الاقتداء بهم واعتبارهم قدوتهم وهوما حدث في هذا العام فقد وجدنا تعاونا وتكاتفا وتلاحم كافة القطاعات ولم نسمع احدا يلقي اللوم على الآخر وتنصل من مسؤولياته بحجة شح الامكانيات وضعف الاستعدادات وان نكتفي بالوعود وتتراكم الاخطاء مع مرور الوقت. بالفعل تفادينا الاخطاء الماضية وتحمل كل منا مسؤولياته، المواطن من جهته كان اكثر حذرا ووعيا ولم يزد من تفاقم الازمة والتزم بيته (الى حد ما) ولم يخرج دون مبرر الا للضرورة القصوى وايضا قام المسؤول بواجباته ولم نكيل التهم لبعضنا البعض لنتنصل من هذه المسؤوليات ونلقيها على بعضنا البعض.