الشاهد -
بقلم معاذ أبوعنزة
أقف بعض الشيء عند مصطلحٍ جديد وكلمةٍ مستحدثة أضحكتني قليلاً وألمتني كثيراً وصِفَ بها الأردنيون بالـ 'الأرادنة' وهم على أرض أبائهم وأجدادهم حيث قام أحد زملائي بمشاركتي بحادثة وقصة من المفروض أن تكون مضحكة وعابرة إلا أنها وللأسف مزعجة ومؤلمة دعتني للتفكير بها مراراً وتكراراً قبل كتابتها،لا أعلم من أين أبدأ وأين أنتهي في موضوعٍ أربكني بعض الشئ أحببت أن أسرده وأتشاركه، فقد أصبحت في حيرةٍ من أمري، هل أنها غدت واقع حال أم أننا بالغنا بالتفكير ! حيث قام صديق وزميل صحفي لي بسرد مجريات ما حصل معه أثناء ذهابه في زيارة معتادة له إلى مدينة جرش لزيارة أنسبائه حيث صادف عائلة سورية (باعة متجولون) عند بوابة جرش وطلبوا منه أن يقدم لهم خدمة مقابل الثمن وهو دينار بأخذ إبنهم وإنزاله بعد مسافة معينة، فقام صديقي كعادة الأردنيين بتبادل أطراف الحديث معه والذي وصِف بالبسيط والسطحي مع الطفل السوري بسؤاله عن الحقيبة التي يحملها والتي يعلم صديقي مسبقاً أنها موزعة من قبل هيئة الأمم المتحدة، وإذ بالطفل مسرعاً منزعجاً مُتجهم الوجه يقول 'والأرادنة أخدو كمان'.
مؤشرٌ خطير يندرج عنه أمرين أحلاهما مر، الأول بأن الأردني الأصيل أصبح لاجئاً في وطنه يتلقى المعونة كغيره، أما الثاني بأن هذا الوصف يطلق على أقلية أو عشيرة أو فئة ليس على شعب عظيم قد يكون قليل في عدده لاكنه كبير بفعله وخلقه، إستحضرتني الذاكرة لمواقف كثيرة يومية أصبحت واقع حال، منها ما كان مع جاري في السكن 'العراقي' وكلمة 'هلا بالورد'، مروراً باليبي الذي يرقد على سرير الشفاء بجانب صديقي، وصولاً إلى المصري الذي يأخذ الطلبات بالقهوة، إنتهاءً بالبنغالي في مزرعة أحد أقربائي في الشونة، أستذكر هذه المواقف لكن لا يسعني إلا قول 'الله يجيرنا من الي جاي'.
نبارك أيضاً إلى الأخوة المسحيين عيدهم، وأُذكر كل من يهاجم ويكفر من يشارك الأخوة المسحيين أعيادهم خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي بأن الإسلام دين محبة وتسامح وعدل، دين مكارم الأخلاق، دينٌ أغاث الملهوف ونصر المظلوم.
لا أريد أن أُطيل فبعض الكلمات والمصطلحات اللغوية قد تُدخلك في المحظورات الدينية لنصل في نهاية المطاف للخوض والنقاش في أمرٍ شائك، لذلك أطلب إلى الله عز وجل أن يرحمنا برحمته.
حاولت مراراً وتكراراً الكتابة عن شقيقٍ لا أعرفه ولم ألتق به مع العلم بأننا نتشارك الإسم نفسه إلا أن القلم عجز عن الكتابة واللسان عجز عن النطق، بالقلب غصة ولوعة وحرقة ..
كلنا معاذ الكساسبة .. كان الله بالعون ..
ندعو الله أن تعود سالماً.