الشاهد -
لغايات الاطمئنان على وضع الرهينة والاستمرار بالضغط لسحب الاردن من التحالف
كتب عبدالله العظم
لم يغب الطيار معاذ الكساسبة الذي ما زال في قبضة داعش عن مجلس النواب مثله مثل باقي الشعب الاردني الذي ما زال يترقب بشغف موصول بالافراج عنه تحت اي ظرف. حيث استثمر النواب المعارضون في الاصل لفكرة انضمام الاردن للتحالف الدولي حادثة الكساسبة للضغط على اعضاء مجلسهم وعلى الحكومة لوقف مشاركة الاردن في الحرب على داعش، وكان لهذه الجهات النيابية قرارا سابقا لا يؤيد دخول الاردن كطرف مساعد للتحالف وبهدف تحقيق ذلك اتخذ النواب الثمانية من حادثة الاسير طريقا لكسب اكبر قدر ممكن من النواب لصفهم لتوسيع جبهتهم التي ينضوي تحت شعارهم (ليست حربنا) وهو ما دفع بالنواب الثمانية باصدار مذكرة نيابية تدعو الحكومة للانسحاب من التحالف الدولي وهم خليل عطيه، تامر بينو، عبدالمجيد الاقطش، وعلي السنيد وعساف الشوبكي وسمير عويس ومازن الضلاعين وعبدالله عبيدات لمنع اية مخاطر قد تواجه الاردن والاردنيين. ومن جانب اخر يحاول رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة تهدئة مواقف النواب الذين يتساءلون عن مصير الطيار الكساسبة ومساعي الحكومة في انقاذه وكان الطراونة قد لمح لاجراءات لا يجوز له كشفها للمحافظة على سريتها وبذات الوقت طمأن المجلس ويبدو عليه التفاؤل بعودة الطيار الاسير. ويرى الجانب النيابي ان الامر في غاية التعقيد وخصوصا ان الحادثة تحظى باهتمام وتعاطف الشارع الاردني في ظل الحديث عن امكانية تبادل الطيار الاسير، وخصوصا ان داعش لا تعمل ضمن المعاهدات الدولية وفي الوقت نفسه يرى اغلبية مجلس النواب الحرب على داعش هي بحد ذاتها دفاع عن الاردن وخصوصا مع تصاعد المخاوف الاردنية في تمدد داعش الى مناطق جنوب سوريا وفتح جبهة جديدة من المدن السورية القريبة من الاراضي الاردنية وهذا ما دفع بالنائب عبدالهادي المحارمة ليظهر في جلسة الاحد الماضي داخل القبة باللباس العسكري ليشير الى مجلس النواب مساندة خيار الحرب ضد داعش والمحارمة يعتبرمن النواب الاسلاميين المعتدلين ورئيس حزب جبهة العمل الوطني. والمجلس المؤلف من مئة وخمسين نائبا لا يعتبر الجزء القليل منه المناهض لخيار الحرب مع داعش انه يشكل انقساما داخليا مع النواب لان معظم النواب الثمانية هم من الذين يعترضون على قرارات الحكومة الساخنة في كل نواحيها والبعض منهم له مواقف مع المجلس نفسه لاعتبارات سابقة وجد نفسه في خندق المناكفة فقط. الا ان المجلس باكمله يرى ان حادثة الكساسبة هي اعظم المآسي التي يمر فيها الاردنيون ويؤمن بوجود مساعي حثيثة من الجانب الاردني والنواب ايضا حاولوا استدراج رئيس مجلسهم بقصد اجباره بالافصاح عن ما لمح اليه من مساعي سرية في المناورات الجارية من باب الاطمئنان على وضع الكساسبة من جهة ومن باب المعرفة بالشيء وامتلاك المعلومة من جهة اخرى.