لعل من اقسى الامور على النفس واصعبها على الاطلاق ان يترك الانسان وطنه وبيته واهله قسرا وقهرا وخوفا والهرب بروحه من جحيم المعارك وهول الدمار وانتشار الموت في كل مكان، ويصبح عندها نازحا عن وطنه، ومشردا في اصقاع الارض، يفترش الارض ويلتحف السماء، لا سيما ان كان معه اطفال واسرة، واستقر بهم الحال على الحدود، وتحت رحمة المساعدات الانسانية والمنظمات الخيرية؟
انهم اللاجؤون السوريون الذين هربوا من ديارهم ومدنهم وقراهم وبيوتهم نتيجة وحشية النظام السوري، الذي فقد كل الشرعية والانسانية والضمير وبات يقتل شعبه دون رحمة ودون هوادة، من اجل ان يبقى على الكرسي حتى لو ذهب كل الشعب السوري الى الجحيم! نعم اللاجؤون السوريون هم اخوة لنا وجيران واهل وانسباء، هكذا فعل النظام السوري بهم، امام مرأى وسمع العالم كله، ان محنة اللاجئين السوريين، هي كمحنة اهلنا واخواننا اللاجؤون والنازحون الفلسطينيون، ولكن الامر هنا مختلف تماما، فالعدو الاسرائيلي هو عدونا جميعا حيث احتل فلسطين وشرد اهلها في اصقاع الارض، وهي قضية غدت عالمية، ولكن النظام السوري عاث في الارض السورية فسادا حيث قتل الاطفال والنساء والرجال. ودمر البشر والحجر، وحرق المدن والقرى، ليس في الجولان المحتل منذ اربعين عاما، ولا هم اليهود الذين قتلهم »بشار«، ولا اعاد الجولان المحتل الى سوريا الام، وانما ابناء شعبه الذين يدفعون ضريبة الدم من اجل ان تبقي الاسرة العلوية تحكم دمشق، حتى لو كان ذلك على جماجم السوريين كلهم!؟
علينا هنا في الاردن ان نساعد اخوتنا اللاجئين ونفتح لهم قلوبنا قبل بيوتنا، ونحرص على مساعدتهم والوقوف معهم وبجانبهم حتى تحرير ارضه من عصابات الاسد .. وحكمه المستبد والظالم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.