اين اصبحنا
المحامي موسى سمحان الشيخ
لماذا نحن هكذا؟ لماذا تتقدم الامم ويراوح العرب في مكانهم؟ لماذا يصبح كل شيء من مقدرات بلادنا بيد امريكا واسرائيل والمنظمات الارهابية ومجموعة من الانظمة الدكتاتورية الفاسدة؟ لم يحدث كل هذا ونحن في مقاعد المتفرجين، يوما ما كنا نتحدث ولو اسميا: عن الردع والصمود والتصدي وكذبة دول الطوق، ذات عصر كنا نعني قليلا بمقولة اسمها الامن القومي العربي، وكانت اللغة العربية حية وشبه مسموعة في منظمة الامم المتحدة والمنابر الدولية وفي قاموسنا كانت قضية اسمها فلسطين تستنهض همم الامة بل كانت هي المقياس الوطني الحقيقي للقوى والحكام ولجميع من هم على كراسيهم وبعد ولمن جميع من طاروا فاين هي الآن؟ وقبل ثلاثة عقود او اربعة لم يكن العربي - رغم عصر الكاز - جائعا او مهانا او مشردا كما هو الآن، بربك قل لي اين تجد اليوم عربيا راضيا او غير جائع ويحلم بمستقبل مضيء! اين العربي - دلوني عليه - الذي يملك املا الا اذا كان جاهلا او متواطئا او ذي مصلحة مع فاسد او عميل، اوطاننا تضيع الواحدة تلو الاخرى، وقرارنا السياسي والاقتصادي في مكان آخر، بل في جيوب الآخر مثله مثل المليارات العربية الضائعة المنهوبة المسروقة، سيء الصيت والسمعة نتنياهو هود الارض والحرم الابراهيمي وداس كل ما هو فلسطيني ومسلم وعربي، وها هو يجتاح الاقصى، ويصدر في كل يوم حزمة من القوانين العنصرية البائسة جنبا الى جنب ضد ابطال السكاكين والجرافات ضد من يناضلون وحدهم، لماذا تهون الامة على نفسها الى هذا الحد اهي طبائع الاستبداد كما يقول العظيم عبدالرحمن الكواكبي؟ اهو هوان امة يعلو شخيرها؟ نعرف جيدا ان دوام الحال من المحال، ونعرف ان المسروقات - كل المسروقات ستعود يوما لاصحابها، كما ونعرف ان للاقصى رب يحميه وجنود افذاذ يتحلقون حوله وبفتدونه بارواحهم.