الشاهد -
اتقاضى اربعين دينارا واشتري دواء بعشرين دينار
هيا خمسينية تعيش وحيدة...
الشاهد _ فريال البلبيسي
جولة هذا الاسبوع ضمن الحالات ا لانسانية لهذا الاسبوع كانت في منطقة وادي الاكراد حيث طرقت الشاهد منزل احدى العائلات المستورة في المنطقة والتي كانت تعيش حياة الضنك والوحدة والفقر لا يوجد لها معيل في هذه الدنيا سوى الله واهل المنطقة. الشاهد طرق باب السيدة هيا وعمرها خمسين عاما وهي مطلقة منذ اكثر من ثلاثين عاما ولا يوجد لها ابناء ولا عائلة تطرق بابها وتسأل عن احوالها لكن اهل الخير والجيران يقومون من وقت الى اخر بالاطمئنان عليها والسؤال عنها. قالت هيا انني اعيش وحيدة بعدما طلقت من زوجي ولم يرزقني الله ابناء وعشت في هذا البيت والذي هو عبارة عن غرفة بعد ان تبرع لي فيه بالسكن شخص من اهل الخير، واضافت هيا عشت فيه دون ان يطرق بابي ليسأل عني لانني وحيدة في هذه الدنيا، ولا يوجد عندي شهادة او حرفة اعمل فيها لهذا وجدت نفسي ضائعة في هذا الزمن الغريب الذي لا يرحم، وصمتت هيا لبرهة وقالت انني حزينة على نفسي واخاف الوحدة، وعتمة الليل ولكن الله وضعني فيهم واسأل الله ان يرحمني مما انا فيه. وقالت وحدتي عشت فيها منذ سنوات طويلة لياليها طويلة وبردها قارص ووحدتها اصعب فانا لم اجد طعم الراحة منذ سنوات طويلة ففي الشتاء لا اجد الدفء بسبب عدم استطاعتي شراء الكاز او جرة الغاز ولا استطيع الحصول على الحساء الذي يدفء القلب ولا اجد سوى (البطانية) التي التحف فيها لابعد شبح البرد عن جسمي الهزيل، وغالبا ما اصاب بالمرض ولا اجد من يطرق بابي ليسأل عن احوالي وصحتي او ان يقدم لي اية خدمة وامكث في البيت اياما وانا طريحة الفراش يائسة من الحياة التي انهكتني واتعبتني وبكت هيا مطولا. وقالت انني اناشد اهل الخير مساعدتي لان الحياة صعبة واكدت انها تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية مبلغا ماليا قدره اربعون دينارا شهريا وتشتري دواء شهريا بقيمة عشرين دينارا ويتبقى لها مبلغ عشرين دينارا هل هذا المبلغ يكفي لاعالتي في هذه الظروف القاسية، وقالت صدقوني انني محرومة من كل شيء فانا طعامي خبز لوحده مع الشاي فانا لم اتناول طعاما فيه لحمة او دجاج او سمك منذ شهور الفقر تغلل في جسدي والشتاء على الابواب انقذوني يا اهل الخير.