"إلى أبي الحسين.. بلباسِهِ العسكري" جَيْشانِ حَوْلَك
بقلم حيدر محمود
يا "قائدَ الجيشِ"، يا رُمْحاً يُعانِقُهُ رُمْحٌ.. ويا سيّداً مِنْ سادَةٍ نُجُبِ إِلَيْكِ تَنْتَسِبُ الرّاياتُ خافِقةً يا خَيْرَ مُنْتَسِبٍ يُرْجى لمُنْتَسِبِ.. جَيْشانِ حَوْلَك: جَيْشٌ في خَنادِقِهِ يَفْدي، وآخَرُ يُعْلي شامِخَ القُبَبِ لا فَرْقَ بَيْنَ يدٍ تَبْني، وبَيْنَ يدٍ تَحْمي.. ولا حدَّ بينَ "المَجْدِ والحَسَبِ"! وَنَحْنُ في زَمَنٍ أَلقابضون بِهِ على الرُّجولَةِ.. مَنْذورونَ لِلتَّعَبِ.. مُحارَبونَ مِنَ الدُّنيا، وَمُطْبِقةٌ عليهمُ الأرضُ، بالأَرْزاءِ والكُرَبِ! وصابِرونَ.. وللصَّبْرِ الجميلِ مدىً وساكنونَ على جَمْرِ مِنَ الغَضَبِ! وَلَيْسَ مَنْ يَصْطَلي بالنّارِ لاهبةً كَمَنْ ينامُ على "بَحْرٍ مِنَ الذَّهَبِ! يا قائِدَ الجيشِ: وا لَهْفي على "عَرَبٍ" لا يَشْحَذونَ "المُدى" إلاّ على العَرَبِ! وَدُونَهُمْ أَلْفُ مُحْتَلٍّ يُمَزِّقُهُمْ وفي مَنازِلِهِمْ مليونُ مُغْتَصِبِ! تَقْضي الملايينُ في الدُّنيا على سَبَبٍ إلاّ ملايينَنا.. تَقْضي بِلا سَبَبِ كأَنَّ هذا الذي يَجْري لأُمَّتِنا ضَرْبٌ مِنَ الوَهْمِ، أو لَوْنٌ مِنَ اللَّعِبِ! جُعْنا معاً.. وَشَرِبْنا ماءَنا كَدِراً ولم نُساوِمْ، ولم نَرْكَعْ، ولم نَهَبِ! وَهَلْ يُساوِمُ مَنْ كانَتْ رسالتُهُ رسالةَ الثَّوْرَةِ المَشْبوبَةِ اللَّهَبِ؟! وَحَسْبُ "ضِفَّتِنا الأُخرى" بأنّ لها جَيْشاً نُسمّيهِ دوماً "جَيْشَنا العَرَبي"! وإنَّكَ السَّيفُ، وابنُ السَّيْفِ، وَهْيَ على حَنينِها لِتَضُمَّ السَّيْفَ بالهُدُبِ!!