تحرش
نظيرة السيد
وجه مختصون اردنيون دعوتهم الى اللجنة الوطنية التي شكلتها الحكومة لمراجعة قانون العقوبات لاعادة النظر في البنود المتعلقة بجريمة هتك العرض الى ضرورة الاسراع في تعديل قانون العقوبات الحالي وتضمينه جرم التحرش، معتبرين ان العقوبات الواردة في القانون الحالي لا تحقق العدالة ولا تتوافق مع المعايير الدولية الخاصة بانصاف الضحية وتتسبب بمعاناة نفسية واجتماعية وصحية للضحية جاء ذلك بعد ارتفاع اعداد الجرائم الجنسية ولم تعد من المشاكل التي يمكن ان تعالج بتكتم وعفو عن المتحرشين لان اشكالها تعددت وتشعبت بشهادة منظمات تعمل في مجال حقوق الانسان وبخاصة المهتمين بحقوق الطفل (على اعتبار ان هذه الظاهرة بدأت بازدياد كما تدل وتؤكد عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية الاسرة حيث ان الحالات التي تعاملت معها في السنوات الماضية ومنذ عام 1998 كانت قليلة لكنها بدأت في ازدياد وهناك بعض الحالات الخاصة بالفتيات الاحداث التي ارتكبت من المحارم والتي غالبا ما يتم اخفاؤها تجنبا للفضائح ومحاولة التهوين في المشكلة التي تنعكس سلبا على نفسية الضحية ويبقى اثرها حتى البلوغ اذ يظل يذكرها الطفل او الطفلة المعتدى عليه. هذا وتجدر الاشارة الى ان العقوبة في حالة هتك العرض وحسب قانون العقوبات في حدها الادنى اربعة اعوام وفي حال كانت قاصرا ثمانية اعوام اما جرائم الاغتصاب الحد الادنى 15 عاما في حين تصل الى الاعدام اذا كان عمر الضحية اقل من 15 سنة ويأتي هذا الطلب بعد اصدار تقرير لخبراء في مؤسسات الامم المتحدة تعاملت مع كثير من القضايا على انها هتك عرض وهي بالاساس جرائم جنسية وتكون عقوبتها اقل من الاغتصاب مع انها ارتكبت مع اطفال وتعتبر جرائم اغتصاب حسب المراجع المعرفية. وكان مجلس النواب قد تبنى مذكرة وقع عليها عشرون نائبا تطالب بتغليظ العقوبات على مقترفي الجرائم الجنسية وتعديل قانون العقوبات الحالي وتضمينه جرم التحرش وتم على اثره تشكيل لجنة وطنية من قبل الحكومة، على اعتبار ان الهدف من تجريم التحرش هو لإضفاء الحماية القانونية ضد كل من تعرض لهذا الجرم على اعتبار انه سلوك جنسي غير مرغوب تجعل الشخص المتحرش به يشعر بالاهانة او التهديد او الاذلال وهو قد يكون واضحا او غير مباشر جسديا او لفظيا وقد يشمل الاشخاص من نفس الجنس وليس شرطا ان يكون ضد شخص من الجنس الاخر، نتمنى ان يتم العمل على تعديل القانون لتكون العقوبة كما يطالب كثيرون رادعة تقلل ولو بنسبة بسيطة من حجم هذه الجرائم التي تزداد يوما بعد يوم.