الشاهد - شهدت أمريكا الشمالية موجة حر هي الأشد على الإطلاق خلال شهر يونيو/حزيران، وفقا لبرنامج الاتحاد الأوروبي لمراقبة الأرض
وليس هذا مفاجئا نظرا لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق التي سُجلت مؤخرا خلال موجة الحر التي ضربت كندا ومناطق في الولايات المتحدة
بيد أن سكان المملكة المتحدة قد يندهشون عندما يعلمون أنه على الرغم من المطر والغيوم التي شاهدوها، فقد كان ذلك ثاني أشد شهور يونيو/حزيران حرا في أوروبا
كما يعد أيضا رابع أحر شهر يونيو/حزيران يُسجل في شتى أرجاء العالم
ويعلن "كوبرنيكوس"، وهو برنامج الاتحاد الأوروبي لمراقبة الأرض، أرقامه لدرجات الحرارة العالمية بناء على تحليلات يسجلها الكمبيوتر باستخدام مليارات القياسات المرسلة من الأقمار الصناعية والطائرات ومحطات الأرصاد الجوية حول العالم
ويقول خبراء المناخ إن النتائج تشير إلى تصاعد مخيف في درجات الحرارة القصوى
سجلت أمريكا الشمالية أشد موجة حر على الإطلاق في شهر يونيو/حزيران
ويضيف بيتر ستوت، من مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة: "اعتدنا الآن تسجيل درجات حرارة عالية تُسجل في مكان ما في العالم كل عام"
ويقول إن ما خلص إليه خبراء الأرصاد الجوية أمثاله كان مخيفا، ليس لأن العالم يشهد المزيد من موجات الحر، بل إن تسجيلات درجات الحرارة تتغير على نحو متزايد بفروق كبيرة
ففي كندا وشمال غربي الولايات المتحدة، سجلت مدن عديدة درجات حرارة أعلى من الأرقام القياسية السابقة بمقدار 5 درجات مئوية
كما سجلت موجة الحر في سيبيريا العام الماضي درجات حرارة أعلى من 5 درجات مئوية في المنطقة الروسية خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران
وخلصت دراسة أجراها مكتب الأرصاد الجوية بشأن الحرارة الشديدة في المنطقة الروسية إلى أن تسجيل درجات حرارة مثل هذه يكاد يكون مستحيلا لولا تغير المناخ بسبب الإنسان
تدفق مواطنو بورتلاند إلى مراكز إيواء مكيفة الهواء هربا من موجة الحر الأخيرة
وتتوقع الدراسة نتائج مماثلة من دراسات الموجة الحارة التي ضربت كندية
وتشير حسابات أولية في الدراسة إلى أن احتمالات تسجيل نوع من درجات الحرارة في كندا دون تغير المناخ منخفضة جدا بالفعل، كما يقول ستوت
ويضيف ستوت: "تخبرنا (الدراسة) أن التغيرات في متوسط المناخ تؤدي إلى زيادة سريعة ليس فقط في درجات الحرارة القصوى، بل إلى درجات حرارة شديدة للغاية"
هذا بالضبط ما يقوله العلم وعلينا أن نتوقعه، وهو ما قالته فريدريكا أوتو، من معهد التغيير البيئي بجامعة أكسفورد، لبي بي سي
وصف خبراء موجات الحر بأنه "قاتلة في صمت"
وتؤكد قائلة: "العالم سجل زيادة في معدل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كل 10 سنوات مما أدى إلى زيادة معدل الاحترار، لذلك بالطبع تتغير تسجيلات الحرارة بشكل متكرر"
وتعتقد أوتو أن خطر زيادة موجات الحر التي يشهدها العالم لا تؤخذ على محمل الجد
وتمدنا العواصف والفيضانات بصور مثيرة قبل وبعد حدوثها، كما تسبب أضرارا واسعة النطاق في الممتلكات
وعلى النقيض، لا تترك موجات الحر أثرا للدمار في أعقابها، وتصفها أوتو بأنها "قاتلة في صمت"
ونادرا ما يسقط الناس قتلى في الشوارع، لكنهم يموتون بهدوء في منازلهم سيئة العزل وغير مكيفة الهواء"
شهدت المملكة المتحدة أيضا ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة
في الواقع إن قصص ضحايا هذه الأحداث غالبا ما تظهر بعد أشهر فقط من الحدث عندما يتمكن خبراء الإحصاء من حساب الوفيات الزائدة
وتقول أوتو إنه حتى لو تمكنا من تحقيق تراجع كبير في الانبعاثات الغازية الحابسة للحرارة، فإن العديد من البلدان حول العالم ملتزمة الآن بأننا سنشهد موجات حر أشد اضطرابا مما نشهده اليوم
وتنصح، إلى جانب خفض انبعاثات الكربون، بالاستثمار في عمليات التكيّف والمرونة لضمان قدرة مجتمعاتنا على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي يمكن أن نتوقعها في المستقبل