صور مؤسفة
المحامي موسى سمحان الشيخ
في بلادنا وفي مستنقع السياسة تحديدا تغرق جميع الاشياء الجميلة، يغدو كل شيء خار ج منطقة الصواب، يتحول الاحباط اليومي واجهاض التطلعات المشروعة الى قهر داخلي جاد لا تنفع معه كل مشافي وعقاقير العالم، لن اعود الى اسس المشكلة، اعني المربع الاول وهو السياسة انما سارصد بعض الظواهر الاجتماعية التي تحدث في بلادنا ودنيانا في كل لحظة، وانا هنا اتحدث عن رصد واقعي وظواهر يومية، تعطل لدينا بربيش المضخة التي ترفع الماء من البئر السفلي الى تنك الماء الرابض في الاعالي، اتصلت باحدهم - فني صحي وتبريد هكذا يقدم نفسه - وعدني بالحضور وعلى مدار اسبوع كنت اتصل به يوميا وارجوه، نعم ارجوه غاية الرجاء، وبعد ان وسطت احد قاطني عمارتنا الميمونة وصل المنقذ الاكبر في اليوم السابع مساء مما استدعى تحضيرات اضافية واستنفار خاص، بعد ان اطلع روحي واستنفذني تماما، طلب مبلغا من المال يعادل ثمن المضخة ذاتها مع ان الجزء الخرب هو البربيش، هذا الموسرجي العتيد يعكس اخلاقية مهنيين كثر، اما وجع الاضراس الحقيقي فهم السادة الميكانيكيين حماهم الله وجعلهم ذخرا لاسطول السيارات في عاصمتنا التي غدت كراجا بالمعنى الدقيق للكلمة، هؤلاء والحق يقال سادة في المماطلة وغلاء الاسعار، وشعارهم الاساسي: التجريب والتجريب فقط، فقد تستبدل قطعة من سيارتك العتيدة دون حاجة وقد توضع اخرى بدون وجه حق وتؤلمك جيبك دون ان تستطيع ان تنبس ببنت شفة، اما اذا كنت من علية القوم وتجرأت على وضع سيارتك لدى الوكالة فانك ستحرم ثانية وثالثة المرور من جانب الوكالة لما تراه من غلاء وفوضى وحتى محسوبية في التصليح والدور الاسوأ من هاذين الطرازين هو انه اذا حدث ووعدك احدهم ان يحضر لك نقودا تطالبه بها: كاستحقاق او اتعاب او اجرة فسوف يمر العيدين الاصغر والاكبر دون ان يحضر واغلاق هاتفه الجوال زيادة وزيادة، ظواهر مؤلمة، ظواهر شائهة تعكس قيم الفقر والجوع والجشع والقمع، ظواهر لا تعلم صغارنا القيم النبيلة، انما تضعهم على طريق الضياع والتمزق، سوس ينخر مجتمعنا ويعود بنا الى وراء الوراء؟