الشاعر الدكتور محمود عبده فريحات يتحدث عن التعليم ايام زمان
06-09-2012 07:16 PM
الشاهد -
»عاشق عمان وحبيبها«
الشاعر الدكتور محمود عبده فريحات يتحدث عن التعليم ايام زمان
عمان .. لي (ليلى) .. وإني (قيسها)
يا للهوى .. وأنا بليلى أنسبُ
إن متُّ يا عمانُ فانعي الشعر بي
وارثيه .. فهو بدون شعري يكذبُ
من تلاميذي: دولة الدكتور معروف البخيت، ومعالي الاستاذ مزاحم المحيسن، والعميد المتقاعد عيد ابو وندي
اتذكر دولة الدكتور معروف البخيت عندما كان تلميذا بالمدرسة: كان المعلم في نظره مقدسا وكان يحافظ على النظام في الساحة، ونظافة ساحات المدرسة
»ايام زمان« كانت الصلة بين المعلم والتلميذ، والتلميذ والمعلم صلة الأب بأبنائه وصلة الابناء بابيهم
قال دولة الدكتور عبدالسلام المجالي: »ليست المدرسة بما فيها من تقنيات بلغت حد الكمال او ما فوق كمال الحد .. او تخطتهما؟! وانما المدرسة بمديرها!!
هل يحمل معلم اليوم ما حمله معلم الامس؟
اقسم ان بعض من درستهم قبل اربعين عاما عندما نلتقي مصادفة في الشارع .. يحاولون تقبيل يدي ولكني ارفض ذلك .. فهل يفعل طالب اليوم ذلك؟!
اقترح »الان« تشكيل هيئة استشارية من بين مديري المدارس والموجهين ومديري التربية الذين احيلوا على التقاعد بحيث يلجأ اليهم عند الحاجة
اقترح »الان« احياء النشيد الصباحي »الذي تلاشي«؟! وبعث الاناشيد الوطنية التي تشد الطالب بمدرسَهْ ومعلميه وأردنّه
الشاهد - عمر العرموطي
السيرة الذاتية:
اسم الشهرة: محمود عبده فريحات »ابو فراس«
ستة وثلاثون عاما في وزارة التربية والتعليم بين مدير مدرسة ومعلم منها: (22) عاما مديرا في مدرسة بلال بن رباح في عمان - جبل اللويبدة - بالقرب من مستشفى لوزميلا وكان ذلك في اوائل الستينيات من القرن الماضي.
واتذكر من الزملاء المعلمين في هذه المدرسة الاساتذة: شاهر الشناق ويعمل الان محاميا، وعبدالفتاح الحديدي، وبسام الخصاونة، ومحمد العبابنة.
كما عملت لمدة عامين مديرا في مدرسة ام جوزة الثانوية - السلط في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي واتذكر من زملائي المعلمين في هذه المدرسة الاستاذ الياس بنورة، واتذكر من تلاميذي الصحفي المعروف الاستاذ سليمان القضاة.
كما عملت مديرا في مدرسة ماعين الثانوية في بداية الستينيات من القرن الماضي لمدة عامين، واتذكر من طلابي في ماعين العميد المتقاعد عيد ابو وندي »رئيس بلدية مادبا السابق« الذي سعدت بلقائه خلال شهر رمضان الماضي في ماعين اثناء اشتراكي باحياء (تعليلة ماعين الثقافية).
وقد تم تكريمي اثناء مشوار الحياة بعدة مناسبات.
عمان الامس »ايام زمان«
اولا: أ- عمان لي (ليلى) واني (قيسها)
يا للهوى .. وانا بليلى انسب
ان مت يا عمان فانعي الشعر بي
وارثيه فهو بدون شعري يكذب
للعشق شعر غير ما نظموا وما
شعروا وما يتشاعرون واسهبوا
ثانيا: أ- فشكرا لكبرياء الشباب وفخرهم الاستاذ عمر العرموطي على ما قدم لهذا البلد الذي احبه، وما اطهر يده واصدقها وهي تضع في جدار الوطن لبنات عدة وكم من لبنة بنى واعلى واغنى!!
وما اشقى يدا لا تبني ولا تريد ان تبني وتكره ان تبني وتغل اليد التي تبني فمنصبه دينه وغده!!
ب: فما حال البلاد وما عليها اذا خلت البلاد من الشباب؟!
وما حال البلاد ومن عليها اذا انتصر الفراغ على الشباب
وما حال البلاد ومن عليها اذا الاخلاق ساءت في الشباب
ويا فرح البلاد ومن عليها ودين الله ينصر بالشباب
ما حال الشباب لا كهول وان الكهل مدرسة الشباب
ثالثا: ليت ايام زمان تعيدني اليها، او اعيدها الي لارى تلميذ الامس: معروف البخيت دولة الاستاذ معروف البخيت اليوم، وهو يقسم الشطيرة بينه وبين زملائه التلاميذ، واراه وهو يصلح بين هذا او ذاك اذا اختصما ويجري المباريات الرياضية بين فريقين، ويؤلف الفرق للحفاظ على المدرسة، كان قمة في اخلاقه ودراسته وعطائه ووفائه، وكأنه لم يخلق الا ليكون قائدا ورائدا، ولله دره وهو يحافظ على النظام في الساحة ونظافة الساحات كل الساحات في المدرسة.
جاء في يوم وقال: اليس المعلم - عرفا - أبا للتلاميذ؟!
فقلت: بلى والله
فقال الا تقبل مني هذه الهدية؟! وكانت في نظري تساوي كنوز قارون!
كان المعلم في نظره مقدسا وكل ما في المدرسة ومن فيها يحمل هذه القداسة والتبجيل والاحترام.
رابعا: كم من مدرسة ايام زمان لم تكن فيها ساحة لاصطفاف التلاميذ، ولا ادنى مقومات المناهج اللامدرسية وفي اواخر الخمسينيات كان تلاميذ مدرسة خالد بن الوليد في الجوفة يصطفون في الشارع العام، ومن حسن حظها انها احتضنت احد فرسان اللغة العربية، معالي الاستاذ مزاحم شوكت المحيسن، وكم من مدرسة كانت تفتقر الى ادنى ادنى ادنى ما تنعم به المدارس من تقنيات حديثة اليوم.
كانت الصلة بين المعلم والتلميذ، والتلميذ والمعلم صلة الاب بابنائه وصلة الابناء بابيهم والتقت يد البيت بالمدرسة ويد المدرسة بالبيت لانه:
اذا ما اهمل الابناء بيت فلا امل يلوح ولا صباح
خامسا:
ان المدارس قطب كل حضارة وامامها عتبات غار حراء
اقرأ .. الستم اهلها وحماتها ودروعها في السلم والهيجاء
امعلم الاجيال يا وجه الرضا ستظل تحمل اشرف الاسماء
انا وضعنا في يديك امانة مستقبل الابناء والحفداء
علمه ان العرب اشرف امة ولواء يعربة اعز لواء
لم يخفضوا هاماتهم وهي التي في ظلها سرحت ذرى الجوزاء
علمه ما معنى الحدود ومن بنى هذي الحدود لفرقة العشراء
حبات رمل قد تصير بعرفهم سببا لقسمة هذه الاجواء
سادسا:
من حكم وزير تربية وتعليم سابق
ليست المدرسة بما فيها من تقنيات بلغت حدا الكمال او ما فوق كمال الحد، لا تخطتهما!! وانما المدرسة بمديرها!! فبارك الله بدولة الاستاذ الدكتور عبدالسلام المجالي القائل ومدد الله عمره.
مفاضلة بين معلم الامس واليوم
اقدر ان اتحدث عن معلم الامس ولا اظلمه لانني عشت 36 عاما بين اعضاء هذه الاسرة.
عدوا الرجال فكنت وحدك جيلا وقبيلة وعشيرة ورعيلا
في كل سطر في الدفاتر كم ارى من نور عينك سيرة ودليلا
وهنا كتاب عشت في كلماته وسطوره وحروفه ترتيلا
وهنا الطباشير التي صيرتها مجدا على اللوح الاصم هديلا
فانت تقبل راحتيك بلهفة وارى الاصابع تحمل التقبيلا
وجعلت للاقلام في همساتها فوق الصحائف والسطور صليلا
تهب الوجوه نضارة وسعادة واراك من وخز الزمان عليلا
تعرى تجوع تئن من عبث الاسى وتظل كالديم السماح نبيلا
عطش الذي حمل الفرات بكفه ظمآن من يجري لقومي النبيلا
هذا هو الايثار انك جائع وارى عطاءك للعطاء جزيلا
هذا هو الايثار انك ظامىء واراك ان ظمىء الوجود سيولا
كم من حد رويته وكسوته ووضعت فوق جبينه الاكليلا
فرضى الهك والضمير غنيمة وغنى يفوق المال والتبجيلا
هذا هو معلم الامس... فهل يحمل معلم اليوم ما حمله معلم الامس
مفاضلة بين طالب الامس وطالب اليوم
اضع بين ايديكم موقفا لطالب الامس
بضع كلمات
اني اقسم ان بعض من درستهم قبل اربعين عاما عندما نلتقي مصادفة في الشارع يحاولون تقبيل يدي ولكني ارفض ذلك فهل يفعل طالب اليوم ذلك؟!
اقتراحاتك لتطوير التربية
أ- احياء النشيد الصباحي الذي تلاشى؟!
وبعث الاناشيد الوطنية التي تشد الطالب بمدرسته ومعلميه واردنه
ب - المسرح الدراسي وكيف يجعل من الطلاب اسرة.
فهو من يجعل الخجول جريئا ويسوي الابطال والبلغاء
وهو من يجعل الجبان كميا ويقيم الفرسان والزعماء
وهو مذكات للمباحث رفد عاش في وجهها منارا عطاء
واذا شاخت المباحث يوما في شرايينها تراه دواء
كم وكم اسرة اقام وسوى وحدة بينها فطابت اخاء
ونفوس على الظلام اقامت ضمخوها به فصارت ضياء
وفم كان للمفاسد زقا جعلوا منه للسناء اناء
ابمثل هذا يستهان؟!
ج - ديمومة الصلة بين البيت والمدرسة
د - يختار من بين مديري المدارس والموجهين ومديري التربية الذين احيلوا على المعاش هيئة استشارية مقرها وزارة التربية يلجأ اليهم عند الحاجة!! وبهؤلاء الصلة متينة بين الوزارة وبين ابنائها،
هـ - احياء الفرق الموسيقية في بعض المدارس تمهيدا لتعميمها.
ان يكون للمدرسة حصة متساوية مع نتائج امتحان الدراسة الثانوية العامة ليظل الطالب على دراية بان للمدرسة يدا مباركة تحمله الى مقاعد الجامعة.
عمان كما شاهدها اول مرة في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي قلت:
اذا العيون بكحل طالما اكتحلت فما التكحل في العينين كالكحل
فالكحل جمال رباني يهبه الله لمن يشاء، ولا دخل ليد الانسان فيه، كالتكحل فيد الله كانت وراء حسنها وجمالها كانت كعروس خرجت من خدرها حسناء .. غيداء .. جملاء!! لا اصباغ على وجهها، ولا ملابس تشينها ...
فما الاصباغ تعطي الوجه حسنا وان الوجه يفسده الصباغ
اما فنادقها فمتواضعة وقد عرف التواضع بها والابنية الحكومية مستأجرة حتى رئاسة الوزراء لكن عمان كبرت واغتنت بروابط عائلية مقدسة، وكاتن العلاقات بين الجار ذي القربى والجار الجنب علاقة الاخ باخيه والصديق بصديقه، والقريب بقريبه كان للادب اسواق وللشعر مناظرات وللسياسة مؤتمرات، وانني
سأظل انظم باسمها دررا بكرا ويبقى حبها فرضا
قالوا الهوى داء فقلت لهم يا ليت قومي بالهوى مرضى
ذكريات مهمة عن عمان وايام زمان!!
قالوا: اذا الاسماء قد كثرت لزيد تدل بأنه رجل فريد
وهكذا حملت عمان من الاسماء ما يليق بجلالها وعظمتها وازدهارها وبعد: وجاء الزمن المخاض فولدت عمان في واد تحرسه الجبال، ويحرسها رجال كالجبال عزة وانفة، وظلت ابنيتها دون سفوح جبالها حتى عام 1948 اللهم الا قلة من بيوتها التي اخذت تتسلق بعض سفوح جبالها، وامتدت يدها فامسكت بالرصيفة وحملت يدها الاخرى الجبيهة وصويلح وضمت تحت جناحها وادي السير غربا والقويسمة وغيرها جنوبا، لم يكن اتساعها مستغربا فالعظيم خلق لان يكون عظيما، والايادي والايدي التي كانت تقف خلفها اعظم!! ايد هاشمية وايد قد عشقتها وبين هذه الايدي كبرت عمان واتسعت حتى اصبحت قبلة الانظار.
عمان كملهمة للشعراد والادباء
عمان للشعراء ملهمة وبحسنها يستأثر الغزل
وبحبها تروى قصائدهم وبطهرها يستولد الامل
كمن من قصيد قد نظمت لها وبما نظمت لها سأكتحل
ولقد ثملت بحبها ولقد ايقنت اني باسمها ثمل
احلى القصائد حين انظمها جملاء اعلم انها قبل
كم عشت انهل من مفاتنها ومن الهوى للحب انتقل
هي دولة الاقلام مذ وجدت وبحبها تتوالد الدول
اقلامنا في عرسها احتفلت ولكم اديب جاء يحتفل
عيني تسافر في محاسنها ومتى تعود وهن مغتسل
ديوان شعر قلت فيكك وما يحلو بالف مثله عمل
والله ما مقلت هنا مقل مثلا لها يوما وما مقلوا
ولست بالوحيد الذي تغنى بها فهناك اكثر من مائة شاعر تغنوا بها
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.