الشاهد - هي رواية من ابداعات الروائي القاص الشاعر المحامي موسى سمحان الشيخ .
قراءة نقدية ، الكاتب الباحث المؤرخ الأستاذ سامي الاجرب .
هنا نحن امام رواية ذات ثلاثية الابعاد من الحب الازلي ، يتعاظم فيها الحب مدا وجزرا ، ومتلاطما مزمجرا ، ساكنا وصامتا ، محترقا ومثلجا ، نحن في رواية ثلاثية الابعاد اجتمعت في ردينة وحبيبها ضرار وحبهم الخالد لقدس الاقداس القدس المقدسة .
هناك في مدينتهم القدس المقدسة إمتزجوا وتجانسوا وأحبوا واتحدوا واحترقوا في بوتقة متحدة وانصهروا في اتون حبهم الروحي للذات ولذات حبا لمدينتهم القدس المحتلة بيد عدوهم التاريخي ، وهكذا شكلوا معا لوحة فلسطينية مطرزة رومانسية كلاسيكية الهوى والهيام والعشق السرمدي ، وكان الثالوث المقدس ردينة الحسناء المسيحية وضرار الشاب المسلم والقدس مهد الأنبياء ، حقا كان ثالوث من الحب الطهور والوجد والغرام يجمع هؤلاء ورثة القدس المقدسة ، ثلاثي القدس المقدسة احبوها واحبتهم ، عشقوها وعشقتهم ، وكأن ذواتهم كانت تردد نحارب لاجل من نحب ومن اجل من نحب نحارب ، لنزرع في قدسنا المقدسة السلام والوئام والحياة والارتقاء والسناء كان ذواتهم عبر حوارتهم كانت تردد ، لا قيمة لوطن مقدس يخلو من الحب المقدس ، هكذا كانت القدس المقدسة في نفوسهم وضميرهم وافئدتهم ترتل تراتيل كنيسة ردينة وصلوات مساجد ضرار ، اما ذاك المحتل المتربص في كل خطاهم ويحصي عليهم حركاتهم وانفاسهم ، على امل كشف تنظيمهم السري ، ومخابئ الاسلحة ، والذي يصر امامهم اثناء التحقيقات المتلاحقة .
اذ يصرخ بهستيرية امامهم في وجوههم ، هذه اورشليم لنا يهودية إسرائيلية ، وكل مرة يأتيه الجواب من كلاهما ، أيا أبناء الافاعي كذبتم الكذبة وصدقتموها ، وتريدون ان نصدق اكاذيبكم ، فكان الرد عليه بوجهه ، اورشليم فلسطينية حتى توراتكم تقر وتعترف ان اورشليم فلسطينية ، فقد جاء اليها ابرام (هو إبراهيم عليه السلام ) هاربا من محرقة الملك النمرود من هناك أوركلدان العراق ، جاء الى أورشليم الفلسطينية التي وجدت قبل ابرام ب ٧٠٠٠ سنة من بعد الطوفان ، التي أسسها النبي سام بن نوح عليهم السلام جد الفلسطينين ، فيها سكن فيها وفيها اسلم بعقيدة الإسلام السامي ، فيصرخ ضرار بوجه العبري الغازي ، نحن الساميون ولستم انتم ، انتم من نسل حام بن نوح عليهم السلام ، فيشبح ضرار على الشباك وينال الضرب المبرح .
وتمر السنوات ليجد ضرار نفسه هاربا والى بيروت هناك مع اقرانه يجتمع ويلتقي ويحيا وقلبه على ردينة يرتجف كعصفور تحت الشتاء القارص ، ويبحث عن كل السبل للعودة لمدينته التي يعبدها وكان في ازقتها وطرقاتها فتى يسبح في مسابح حبها ، كما تسبح الأسماك بالماء ، ولم تطول السنوات ، وها هي شقيقة الروح ردينة تأتي للشام وهناك يلتقي الأحباء على الرحب والسعة ، وغايتها السفر للجزائر للتدريب والتشكيل القيادي ، وهكذا عادوا ....ولم يعودوا بعد ، الى حبيبتهم المقدسة ليومنا هذا في حياة الشتات والضياع وبلاد اللجوء .
في رواية الأستاذ المحامي الشاعر القاص الروائي ، قد قدم لنا كعادته مؤلفاته الواقعية والموضوعية والعقلانية والمنطقية والعاطفية ، حيث كانت تنقل لنا الوقائع بكل امانة وواقعية وشفافية صادقة ، دون تكلفة وزخرفة وتنظير فلسفي ، ليصبغ على اعماله الأدبية كل شيء من الاصالة والمصداقية وينقل صورها كما هي دون رتوش ومكياج لغوي ، ومن اعماله الأدبية نذكرها لتعريف القارئ بها ، الأرض والأطفال . مجموعة قصصية ، امي إذ تعانق ريحها ، مجموعة شعرية ، تضاريس الجرح النازف ، مجموعة شعرية ، لم تزل نوافذ المطر تضىء ، مجموعة شعرية ، رجل يريد ان يحيا . مجموعة قصصية امراة في حالة انتظار ، مجموعة قصصية مكان يتسع للحب ، رواية تحت نقطة الصفر ، عدت يتميا من جديد ، قد ينتهي الشقاء مجموعة قصصية ففي النظر لهذه العناوين نجدها تدور في فلك الحب للقدس المقدسة التي ورثها عن اباءها واجداده حتى جده الاول سام من نوح عليه السلام ، الذي جاء لاعادة بناء القبلة الاولى للمسلمين حيث طمرت بفعل الطوفان وكانت تساكن مهجته هواجسه لحبه حبيبته ردينة تلك امرأة في حالة انتظار .
اعتقد ولا شك ان الأجيال الاتية ستجد في مؤلفات الأستاذ المحامي موسى سمحان الكثير من مجريات التاريخ الفلسطيني المعاصر تفيد كل مؤرخ يبحث عن دقائق الوضع الحياتي لهذا الشعب .