من هنا نبدأ
المحامي موسى سمحان الشيخ
من هنا نبدأ غزة انتصرت وانا لا اتحدث في قولي هنا نبدأ عن كتاب خالد محمد خالد الشهير انما اتحدث عن فجر جديد صنعته غزة بتصديها للعدو الغاشم، للنازي الجديد الذي لا يفهم لغة سوى لغة القوة، صمود غزة واحد وخمسين يوما ونيف امام آلة التدمير والقهر الصهيونية يثبت في جملة ما يثبت: انه بالامكان ضرب العدو ورد كيده الي نحره بل وبالامكان الانتصار عليه رغم جبروته العسكري المدعم من كل قوى الشر العالمي وعلى رأسها واشنطن، بامكانات متواضعة - رغم الثمن الباهظ - في صفوف المدنيين - استطاعت غزة منع العدو من تحقيق اهدافه في تدمير الانفاق وفي منع الاختراق البري البسيط من التمدد بل وفي منعه من اجبار غزة على رفع راية بيضاء واحدة على مشارف الشجاعية او رفح او خان يونس الاهم ان غزة اكدت للعدو الصهيوني ان سلاح المقاومة خط احمر لا يمكن الاقتراب منه او مناقشة موضوعه من قريب او بعيد، قلناها ونكررها ولا نسأم ان قوة العدو تكمن في ضعفنا وخوفنا، ومقاومات فلسطين ولبنان صححت مفهوم الصراع مع عدو الامة التاريخي فهذا الجيش القوي المدجج باحدث الاسلحة يمكن دحره وانزال الهزيمة به ولقد تكرر الامر خمسة مرات: مرتان في لبنان حينما اجبرته المقاومة الاسلامية اللبنانية الخروج من جنوب لبنان دون قيد او شرط وثلاثة مرات في غزة حينما منعته غزة من التقدم بهجوم بري او سواه وقصفت مدنه ومطاراته ومستوطناته وكل المغتصبات التي لن يهنأ بها العدو ما دام هناك شبل فلسطيني وعربي يرفع السلاح في وجه عدو آثم اهلك الزرع والضرع واذل امة العرب، الاهم ان انتصار غزة اسقط نظرية التفاوض من اجل التفاوض ففي ظل التفاوض المذل الذي تخوضه السلطة باسناد عربي شكلي هودت الضفة وانتزعت القدس من السيادة العربية وتبخر حق العودة واستشرى الاستيطان وانتعشت مقولات يهودية الدولة وكل ما في يدنا لنا ويدعي نتنياهو انه اصبح له حلفاء عرب جدد، وبقدر قوة ومشروعية المقاومة بقدر سقوط مشروع التفاوض الذي لم يبدأ من اوسلو بل بدأ من عام 67 ولم يعد للعرب شبر من فلسطين.