الشاهد -
بحاجة الى وقفة تضامنية حقيقية تنهض به
مهرجان مسرح الطفل دعم محدود وقدرات خارقة
الفنان عامر خماش اول من ارسى قاعدة المسرح المدرسي
الشاهد _ ربى العطار
تعي وزارة الثقافة اهمية تنمية القدرات الفكرية والعقلية والفنية للطفل الاردني لخلق جيل واع قادر على الابتكار والابداع وتوصيل مشاكله وطموحاته وتطلعاته من خلال التمثيل في مسرح خاص بالطفل يستطيعون في هذا المسرح التعبير عن انفعالاتهم بشكل ايجابي وفعال لذلك تم اطلاق مهرجان مسرح الطفل الاردني ليكون بمثابة المتنفس للطفل يجد به ما يعبر عنه في قالب شيق جذاب، فهو مهرجان ثقافي فني تقيمه وزارة الثقافة لجمهور الاطفال عقد دورته الاولى عام 1992 وعقد دورته التاسعة عام 2012 بعد انقطاع لاعوام عدة، وعادة ما تقام فعاليات المهرجان خلال العطلة الصيفية ليتسنى لاكبر قدر من الجمهور المشار كة والحضور. ويسعى المهرجان الى دعم الثقافة الوطنية بشكل عام والثقافة المسرحية للاطفال بشكل خاص كما ويفتح المجال امام الاستفادة من التجارب العربية في مجال ثقافة الطفل وتطوير الفنون المسرحية المعنية بالطفل وطنيا وعربيا، وذلك باطلاق فرص الحوار والتفاعل الثقافي بين المسرحيين في الاردن والوطن العربي. كما ويهدف الى الارتقاء بالذوق العام للجمهور المسرحي، وابراز مواهب الاطفال وطاقاتهم الابداعية. وفي هذا العام تم الاعلان يوم الثلاثاء الماضي عن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان (مسرح الطفل الاردني) علي خشبة مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي وذلك برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ وحضور امين عام الوزارة مأمون التلهوني ونقيب الفنانين الاردنيين الفنان ساري الاسعد، ومدير مديرية الفنون والمسرح في الوزارة مدير المهرجان الفنان محمد الضمور. وقد شهدت الدورة الحالية شيئا جديدا وهو انتقال المهرجان بشكل كامل الى مختلف محافظات المملكة وسيتم الاعلان عن ذلك مباشرة بعد اختتام فعاليات المهرجان في العاصمة عمان ومن ثم اعلان المحافظة المختارة. ولاحظ الحضور المنافسة التي شهدتها المسرحيات المشاركة وشملت مواضيع تلبي رغبة الاطفال والحضور وتتناسب مع اعمارهم وافكارهم وترتقي بالذوق العام، وتحدثت بعض العروض عن الاوضاع الحالية والتي تهدف الى جعل الطفل قادرا على استيعاب ما يحدث حوله بالعالم العربي. ومن المسرحيات التي عرضت هذا العام (شروق الامل) من تأليف امل مشايخ واخراج سمير خوالدة، (وكوكب الحياة) من تأليف احمد ابو سويلم واخراج وصفي الطويل و(الساحرة صانعة الاقنعة) من تأليف واخراج فاديا ابو غوش، و(الفتى والصورة) من تأليف عمار سيف عبدالقادر واخراج محمد الطاهات، و(سلطانة في كوكب الاحلام) من تأليف واخراج خالد المسلماني. وتضمنت جوائز المهرجان هذا العام خمس عشرة فئة هي: افضل اخراج، وافضل تأليف مسرحي، وافضل ممثل كبير دور اول، وافضل ممثلة كبيرة دور اول، وافضل ممثل طفل دور اول، وافضل ممثلة طفلة دور ثان، وافضل تأليف موسيقي، وافضل ديكور، وافضل ازياء، وافضل ماكياج، وافضل اضاءة. وتبنت الجوائز مؤسسة عصام الحجاوي، والمسرح الحر، ومؤسسة عبدالحميد شومان، وهي جوائز مادية بينما كانت في عام 2013 جوائز معنوية فقط. وتم تقديم هدايا الاطفال عبر السحب علي بطاقات الدخول المجانية والتي تم السحب عليها قبل العرض المسرحي الاول، وقدمتها مؤسسات خيرية وقامت وزيرة الثقافة د.لانا مامكغ في ختام حفل الافتتاح بتكريم شخصية المهرجان للعام الحالي وهو الفنان ماهر خماش الذي يعتبر ممن ارسوا قاعدة المسرح المدرسي في الاردن، وله مساهمات عديدة في المسرح والتلفزيون. واعتبر البعض ان تقديم هذه الجوائز بمثابة دعم من مؤسسات القطاع الخاص مثمنين هذه الخطوة الايجابية في ظل محدودية الدعم المقدم للمسرح الذي هو بحاجة لدعم من المؤسسات وبحاجة الى وقفة وطنية حقيقية تنهض بهذا المسرح وان يتم تعميم هذه التجربة على المدارس وان يدرس كمادة علمية وتربوية، لانه يرتقي بالعقل ويرسخ المعلومة وبخاصة ان المعلومة التي يتلقاها الطفل عن طريق المسرح تعادل كتابا، على ان يكون هناك استمرارية حتى يكون هناك مستقبل جيد للمسرح. ابرز المسرحيات وفي تفاصيل بعض المسرحيات المميزة لهذا العام مسرحية (كوكب الحياة) التي تناولت مشهد من احد الكواكب القريبة من الارض ويشاهد حاكم الكوكب (ماهر دحيدل) صورا واشكال تلوث الارض وتدميرها من حرائق وغبار مصانع وبيوت بائسة، وفقر وتمييز عنصري وحروب، ولقطات من دمار غزة، وينزعج هو وزوجته (ياسمين الدلو) من هذا الدمار الذي حل بالارض، فيستدعي كبير العلماء لديه (محمد سميرات) الذي يجد الحل بارسال مساعده (منذر مصطفى) مع رسالة تحذير الى الارض، ذلك ان التلوث لا وطن له ويمكن ان يمتد الى ما هو ابعد، وهناك منذ لحظة وصوله، يتفاجأ باهمال الانسان للارض حيث يتفاجأ بالقمامة واهمال النظافة وحالة الكسل التي يعيشها اهل الارض باهمالهم لصحتهم وتدميرهم للبيئة باستثناء ابنتهم ريم التي يستطيع الغريب من خلالها مساعدة اهل الارض ليتم في النهاية محاصرة الفيروس والجرثومة والسرطان وميلاد فجر جديد للحياة. مسرحية (الساحرة صانعة الاقنعة) التي دارت احداثها في زمان ومكان غير محددين من سؤال احدى الساحرات التي تنحاز الى جانب الشر في سياق الاحداث، حيث تسأل مرآتها عن وجود من هي اجمل منها، فتجيب المرآة ان فتاة تدعى ياسمين اجمل منها وهي ابنة حطاب فقير، وفي سياق الاحداث تجلب هذه الساحرة الحطاب وابنته الى بيتها لمحاولة نقل جمال وجه هذه الفتاة الي وجهها، لكنها تفشل بسبب ان الفتاة تحب حوارات الشخوص (روحها نقية وهي بارة بوالديها ومؤمنة بربها).