الشاهد - ربى العطار
اسبوع مر على الأردنيين بطعم العلقم، ليس فيه من الاخبار المفرحة سوى ذكرى معركة الكرامة التي تشعرنا بأهمية عيشنا، أما الباقي فهو تفاصيل الدخول بحوارات عقيمة، واحداث مكررة .
أما الأحداث المكررة فهي انقسام الاردنيين لتأييد الحراك في ٢٤ آذار ومعارضته باعتباره مؤامرة خارجية، بالإضافة لتكرار سيناريو الحظر الجزئي والشامل والغاء صلاة التراويح بسبب الحالة الوبائية.
أما الحوارات الجدلية التي فجرت قريحة الأردنيين للحديث فكان أولها بوفاة الكاتبة المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي، التي كشفت بموتها جانباً مخيفاً من حرب الكلام بين مجموعات ادعت الثقافة والحصافة، وأخرى بالغت في تداول مقابلات التكفير .
حتى السفينة الجانحة في قناة السويس، لم تخلو مواقع الاخبار وصفحات التواصل الاجتماعي من طرح استفسارات حول الخيارات المتاحة والحلول الممكنة لإخراج السفينة وتعويمها، وفي وسط التعليقات التي تحتوي أفكارا ساذجة ولا تراعي حتى كتاب علوم الصف الخامس، تظهر تعليقات لا علاقة لها بالمشكلة أو الحل، لكنها تعليقات سياسية مع كمية فائضة من (الردح) بين المؤيدين لنظام سياسي والمعارضين له.
ولأننا مغرمون بنظريات المؤامرة الداخلية والخارجية، الأرضية والكونية، أصبحنا نتسابق باللطم على الخدود خوفا على نعاجنا المستوردة التي علقت على متن البواخر الحبيسة في السويس.
ففي الوقت الذي يحذر فيه العالم من كارثة بيولوجية قد تنتقل عبر الممر المائي بسبب التخوف من نفوق المواشي العالقة التي قد تموت من الجفاف والمرض ، يتسابق العرب إلى جلد أنفسهم وتبادل الاتهامات بدون مبررات.
نحن (الشعوب العربية) أصبحنا شعب الكلام، طاقاتنا مهدورة في الانتقاد واظهار أنفسنا كضحية، وفي وقت العمل الجاد لا تخطيط يجمعنا ولا هدف نطمح إليه.
ليست تلك الصفات التي أصبحت لصيقة بنا هي صفات راسخة، لكنها إرث بدأ يمد جذوره ليترسخ أكثر ولن تزيحه إلا تغيير نهج الحكومات في طريقة تعاملها مع الوضع القائم وتغيير طريقة تفكيرها الإستراتيجي للوصول إلى رؤية واضحة، وأهداف حقيقية نكون قادرين على تنفيذها.
أما المواطن فلن يتغير في طباعه إلا إذا لمس تغييرا يحفزه على التجاوب والوقوف إلى جانب دولته في الإصلاح الشامل.