الشاهد - خاص
انتقل المدرب الوطني راتب العوضات إلى رحمة الله وترك من وراءه السمعة الطيبة والأخلاق والإنجازات الكروية التي لازمته منذ أن وطأت قدماه الميادين الكروية، حتى آخر مباراة قادها كمدير فني للفريق الذي احتضنه وأظهره للجميع.
راتب العوضات والفيصلي .. كالجسد الواحد لا يفترقان إلا لظروف قاهرة وقاسية، نشأ وترعرع في النادي الذي لازمه ما يقارب العقدين من الزمن كلاعباً، وما يقارب العقداً آخرا كمدرب ترك بصمات وأرقام لن تكسر بسهولة من بعده.
العوضات الذي بدأ مسيرته في الملاعب الأردنية عام 1987 مع " الزعيم "، واستمر معه حتى عام 2006، قبل أن يقرر الإفتراق عن المستديرة بعام 2008، في مباراة ودية للنشامى مع المنتخب اللبناني، حصد مع الفيصلي لقبي 2005 و 2006 لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ووصيف دوري أبطال العرب عام 2007.
ما ميّز " الضبع " عن غيره من اللاعبين والمدربين في تاريخ كرة القدم الأردنية، هي الروح العالية والـ " جرينتا " التي تحلى بها نجم الفيصلي والنشامى لسنوات طويلة، إذ أنه حقق ألقاباً كلاعب ومدرب بالروح القتالية والعزيمة وليس بتكتيك وخطط كرة القدم.
العوضات خاص مع النشامى 34 مباراة دولية خاضها مع و كان آخرها في بطولة أمم آسيا بالصين 2004، وهي المرة الأولى التي يشارك بها منتخبنا الوطني في كأس آسيا بقيادة المدرب المصري الراحل محمود الجوهري، وبكوكبة مميزة من اللاعبين الوطنيين في ذلك الوقت، مع مساهمته الكبيرة رفقة المنتخب الوطني بحصد الميدالية الذهبية للبطولة العربية أعوام 1997 و 1997.
وبعد الإعتزال، وكعادة أي رياضي في الكرة الأرضية، توجه العوضات إلى عالم التدريب، وبدأ مسيرته التدريبية مع النادي الفيصلي في إياب موسم 2012/2011 و قد قاده للفوز ببطولة الدوري وكأس الأردن في ذلك العام، وهنا بدأت مسيرة مدرب قادم لتحقيق المجد وصناعة التاريخ.
وتنقل المدرب الوطني بين عدة أندية محلية غير الفيصلي مثل البقعة والشيخ حسين وذات راس، وتجربة خارجية قصيرة مع فريق الفيحاء السعودي.
" الضبع " لم يترك المرض أن يؤثر عليه في آخر أيامه التدريبية مع فريقه الأم الفيصلي، فقرر البقاء على رأس القيادة الفنية في الموسم الماضي حتى الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب، وبعدها بدأ رحلة الصراع مع المرض الخبيث حتى اليوم الجمعة، ليرحل إلى الحياة الآخرى شخصاً أحبه الجميع، وكان يحب الجميع أيضاً.