الشاهد - في اللقاء الشامل الذي اجرته معه الشاهد
اسعى لقانون انتخابات يحقق العدالة بين الاردنيين ، وليس قانون لابن القرية أو العشيرة
عبارة "أروح على اسرائيل" زلة لسان خرجت عند الغضب
لست مرتاحا للوضع الصحي، ومستشفى الكرك مأساة
لا يوجد ما يمنع ان يكون لدينا حكومة برلمانية
لو رحل الخصاونه ... فمن بديله الافضل؟
عبدالله العظم
يرى النائب غازي الذنيبات انه لا بد من تغيير قانون الانتخاب اما بالعودة لقانون الـ 89 ان كان هو الانسب للمرحلة القادمة، او البحث في صياغة افضل منه بحيث ينتج نواب على مستوى الوطن ويحقق العدالة بين الاردنيين، مؤكداً على أن دخوله قبّة البرلمان لم يكن من منطلق عشائري .
و في روايته عن الهجمة التي تعرض لها بعد الاجتماع الذي تم عقده في مدينة الكرك، بيّن الذنيبات أن بعض ممن وصفوه بالعنصرية هم من كانوا وراء تشويه صورته عبر عدة وسائل و بطرق مفبركة وممنهجة، مشيرا الى أن عبارة ( اذهب إلى اسرائيل و لا إلى معان) جاءت منه بالخطأ و ليست مقصودة بالمعنى الذي تم الترويج له .
كما عبر الذنيبات عن عدم ارتياحه بشأن الوضع الصحي، مشيرا إلى أن الأوضاع في الآونة الأخيرة تشهد تزايداً في أرقام الوفيات والاصابات بفيروس كورونا، وفي ظل انتشار الاصابات بالارقام المهولة و المتزايدة والمخاوف من السلالة البرزيلية للفايروس ، فإننا نأمل أن لا تصل لبلادنا، فالأردن مايزال في دوامة المجهول حول نتائج الجائحة والاستعدات المستقبلية.
و عن رؤيته لأداء مجلس النواب خلال شهوره الاولى ، قال بأنه" اي المجلس " مازال يتلمس طريقه، فالكتل النيابية ضعيفة وهشة، لا يجمعها روابط فكرية او سياسية و لا حزبية، وهي عبارة عن تجمعات معارف لا أكثر و لا أقل.
"الشاهد" قامت باستضافة النائب غازي الذنيبات، وأجرت معه حواراً موسعاً لتفصيل تلك المحاور، والرد على ماحصل من لغط في لقاء الكرك، وعن معارضته المستمرة لقرارات الحكومة الحالية.
وعن اللقاء الذي حضره وزير الصحة السابق ومدير صحة محافظة الكرك وعدد من مسؤولي المحافظة ونوابها، والذي أثار ردود فعل واسعه، قال الذنيبات:
"لم استقِ معلوماتي من الانترنت أو من الشارع، وما حصل انني تلقيت اتصالاً من طبيب بالكرك و أخبرني بأن الوضع الصحي في الكرك مزرٍ ( واقع ) و لم يجرِ استقبال اي مريض، و الأسرة ممتلئة بالمرضى، والمستشفى الحكومي غير مؤهل لاستقبال مرضى كورونا".
وأضاف "حتى اتأكد من صحة المعلومة بادرت بالفور لزيارة المستشفى بما تقضيه أمانتي النيابية، و من هناك عرفت ان أطباء الكرك تم تحويلهم الى مستشفى معان الميداني بالاضافة الى الطاقم التمريضي للمستشفى رغم ان مستشفى معان ليس مفعَلا لحد تلك اللحظة ، كما علمت ايضاً ان ديوان المحاسبة يمنع الدوام إلا بنسبة 50 % من الكادر، و الوضع مرعب جدا بالصورة التي لمستها حين يكون الامر متعلقاً بموضوع الصحة".
وتابع الذنيبات " تفاجأتُ عند حضور الوزير اختلافاً باقوال مدير الصحة الذي أفاد بوجود بعض الاسرة وموجودة احتياط، والقصد من ذلك هو حتى يستمروا بالقول بأن نسبة اشغال الاسرة ليست 100% خوفا من المحاسبة او الاقالة و غيرها، و كان ردّي انه في حالة مراجعة مريض للمستشفى لا يتم استقباله حتى تبقى الأسرّة بوضع الاحتياط".
وتابع النائب غازي: "اثناء جولتي ايضا مررت على احد المراكز الصحية بالمحافظة و قالوا لا يوجد بالمركز لاكرسي و لا طاولة و ابلغت مدير الصحة وأثناء المكالمة معه قال لي بالحرف (أنا ماعندي إشي اطلب من الوزير) ، بالاضافة لعدم توفر دواء الدهنيات منذ اشهر".
و أوضح النائب: "اختلفت رواية مدير الصحة، وتحدث أمام الوزير عن الاصلاح والتطوير و لم يكشف عن المشاكل، وقلت للوزير "ترى القوم بالسر ليس كالقوم بالعلن "، و عندما سأل الوزير عن نظام الادوية، قال مدير الصحة كل اشي تمام، وكان هذا مفاجئاَ لي، فسألت وقتها عن عدم توفر دواء الدهنيات، فبين مدير التزويد امام الوزير انه رغم تقديم الطلبيات لهذا الدواء حسب حاجة المستشفى الحقيقية، إلا أن ما يصل ربع الكمية فقط، وهذا لا يسد الحاجة قياسا مع اعداد المرضى، و هذا كلام انا مسؤول عنه".
وتابع الذنيبات: " تحدث الوزير عن مستشفى معان الميداني كبديل لاستقبال مرضى كورونا من محافطة الكرك، و هو ما شد انتباهي و زاد من دهشتي، فعلقتُ بأن مستشفى معان يبعد عن الكرك مسافة كبيرة من ناحية، ومن ناحية اخرى فمن المعروف انه اذا اقتضى نقل المريض الى مستشفى اخر يجري النقل بعد استقرار حالة المريض الصحية بناء على موافقات ومخاطبات بين المستشفيات، و ليس نقل المريض الى مستشفى معان الذي يفتقر لادنى الخدمات و بدون جاهزية ( قاعد بتلملم ليه اطباء و ممرضين )، وهذا كان كلامي و خرجت مني عبارة لا اقصدها تماما لربما كانت سوء تقدير مني او بغضب، ليتم تأويل وتفسير تلك العبارة بأنني افضل اسرائيل على معان، وللتوضيح، أنا كنت أقصد أنني أذهب إلى اسرائيل ولا أذهب إلى مستشفى معان من باب استهجان المسافة البعيدة لمستشفى معان، و لكن للواقع انا بروح للموت و لا بروح لاسرائيل، و بعد ان غادرت الاجتماع انطلقت نحوي اتهامات "الكيماوي المزدوج" من خلال ما قيل عني بأنني عنصري وضد معان، لأن العبارة تم اقتصصاصها وتوظيفها بشكل استفزازي للنيل مني، وتلك العبارة (مسكوها اجواد الله و تحت ارهاصات انتخابية كركية للاسف)، فالذين اشتغلوا على هذا الموضوع جميعهم تعمد الاساءة لي ومنتجوها، وزيادة على ذلك الحقوها بمنشورات ونص تلفزيوني و عبارات اتهمتني بانتهاك الوحدة الوطنية (يا عيب العيب، قادة رأي وعِظام يحكوا عني هذا الحكي)، والله اعلم أنها زلة اللسان هذه قد لاقت ممولين ايضاً".
وبين الذنيبات: "انا لست ضد وجود مستشفى بمعان او غيرها، و لا أقبل لمريض معان المعالجة بالكرك بسبب قلة الكوادر والاختصاصات، بل من الواجب ان تقدم الخدمة الصحية له في اقرب مكان له و برعاية تامة، وهذا مايقوله المنطق وبنفس الشعور لباقي المناطق، وقطعا انا لا افرق بين معان و الكرك و بين اي منطقة و منطقة على ارض مملكتنا، فكلها بلدي ولدي الكثير من الاصدقاء في معان، وهذا معروف، فأقرب الناس لي وأحسنهم هم المعانية، ولكن للأسف هذا المجتمع ككل تحول الى مجتمع كراهية، و هنا اذكر ان سعد جمعه والذي كان رئيسا للوزاء للاردن، كان قد ألَّف كتابا يحمل عنوان (مجتمع الكراهية)، ومجتمعنا اصبح كذلك فيه الفرد لا يلتمس العذر للآخرين، ولم يقدّر البعض أن من هو بعمري وانا بالستين لا يتعمد الاساءة و الغلط، فأنا لم اقدم على الاساءة حين كنت بالعشرين".
وفي استيضاح الشاهد عن اختلاف تعامل الحكومة مع النواب قبل نيلها الثقة وما بعدها، تحدث الذنيبات:
"في لقاء سابق قبل جلسات الثقة قلت لمعالي وزير الصحة السابق أنه ليس من المعقول ان انقل مريض الى معان، فكان رده انه سوف يعوض محافظة الكرك بشيئ معين بدل المستشفى الميداني، ووعد بانشاء جناح خاص في مستشفى الكرك لمرضى كورونا، لكننا تفاجأنا أنه نقل اطباء الكرك الى معان، والمستشفى هناك غير مجهز حتى بأجهزة الاوكسجين، وهناك كلام قيل لي من عاملين بمستشفى معان بأنه لدى الكشف على اسطوانات الغاز تبين بأنها مهترئة وجميع التمديدات مضروبة ومركبة بشكل خاطيء، وبالنهاية قالوا للاطباء (روحوا على بيوتكوا لحين ان استكمال الاجراءات الفنية و تجهيزها) وهذا التخبط بعينه، ولا يوجد سكن لاطباء و الممرضين و جميعهم ينامون على اسرة المرضى بطريقة مُهينة و لا أريد ان أوضح أكثر".
وحول معارضته لبعض القرارت الصادرة عن الحكومة، قال الذنيبات:
"لم أتبنى خط المعارضة بالمعنى والمفهوم الواسع، وكذلك لم أدخل على خط الموالاة بذات المعنى، فكل توجهاتي مبنية على تقدير المواقف، وأنا اتساءل بعد حجبي للثقة الآن من سيكون البديل، والجواب عندي لن يكون أفضل من رئيس الوزراء الحالي، ولا حكومة افضل من حكومة، و هذا ما كُتب علينا، فأنا لا اتوقع التغيير لأن تشكيل الحكومات يجري على الطريقة ذاتها، فلماذا لا يكون لدينا حكومة برلمانية او حكومة يؤخذ عند تشكيلها رأي البرلمان، والحكومة على الاقل تأخذ برائينا عند إجراء التعديل الوزاري، وغياب اعتراض المجلس على رئيس الحكومة لعدم استشارته للنواب عند اجراء التعديل لأننا في مجلس مازال يتلمس طريقه والكتل النيابية ضعيفة وهشة لا يجمعها روابط فكرية او سياسية و لا حزبية، وهي عبارة عبارة عن تجمعات معارف لا اكثر من ذلك و لا اقل".
و اضاف الذنيبات: " لا استطيع الحكم على هذه الحكومة بهذه الآونة، والمسألة تحتاج لوقت لمكافحة الفساد، وأتوسم منها النظر ببعض الملفات المتعلقة بالفساد خلال ستة شهور على الاقل، كما أنني مع ضرورة النظر بجدية لتغيير قانون الانتخاب، وقد يكون قانون الـ 89 هو الانسب، ويمكن ان يكون لدينا افضل منه بحيث ينتج نواب على مستوى الوطن، فقناعاتي تصب في قانون اكثر عدالة بين الاردنيين جميعا، وليس قانون لابن القرية او العشيرة او ابن الحارة، وأنا لم افز باصوات عشيرتي التي لا تتجاوز الف صوت، لكنني دخلت البرلمان بثقل المحافظة كاملة، و ان شاء الله نستطيع تلبية طموحات الشارع ، فأنا في سن لا يسمح معه الكذب على الناس و مراوغتهم".