الشاهد -
هدى واطفالها الاربعة يعيشون في غرفة لا تصلح لبشر
سماح وابناؤها الستة لا يجدون طعام يومهم
الشاهد _ فريال بلبيسي
قصص وروايات سمعها فريق الشاهد عندما قام بزيارة عائلات مستورة في منطقة مخيم البقعة يعيشون حياة صعبة من مرض وجوع حيث لا تجد هذه الاسر ما يقيتهم ويعيلهم، هذه العائلات لا تأخذ مساعدات من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية، الشاهد تضع شكوى هذه العائلات على طاولة المسؤولين والمعنيين كجهات معنية لكشف عن هذه العائلات التي نسيتها هذه الجهات بالرغم ان جميع الشروط تنطبق عليها. الشاهد طرقت بابهم واستمعت لاحزانهم وقصصهم التي تدمي القلوب حيث كانوا عاتبين على الجهات المسؤولة التي تجاهلتهم.
الحالة الاولى
طرقت الشاهد منزل هدى وهي ام لثلاث بنات وولد اكبرهم 15 عاما وزوج يعاني امراضا عديدة اقعدته عن اعالة عائلته التي نهشها الفقر والجوع والحرمان. وعند تجوال فريق الشاهد في منزل هدى وهو عبارة عن غرفة صغيرة من طوب وارضية من اسمنت مكسر هذه الغرفة معتمة ولا تصلح لعيش انسان او حتى حيوان، هدى تعيش في منزل ام زوجها العجوز. قالت هدى ان حياتي صعبة جدا حيث اعيش مع ابنائي في غرفة عند والدة زوجي وهذه الغرفة اشبه بحظيرة للاغنام اعيش فيها مع ابنائي بعد ان هجرني زوجي منذ اكثر من عشرة اعوام، ورضيت في هذه الحياة الصعبة وبالعيش في هذه الغرفة التي يملأها النمل والصراصير عدا ان سقفها من زينكو لانه لا يوجد بديل عن هذه الغرفة التي تأوينا وهذه الغرفة مأساة فهي حارة جدا في الصيف وفي الشتاء تصبح رطبة وتمتلىء بالامطار التي تنهمر من ثقوب الزينكو، واضافت ان زوجي يبلغ من العمر 87 عاما ويعاني من امراض الشيخوخة والروماتزم والالتهابات الصدرية والسكري ويعيش عند والدته العجوز بعد ان هجرني منذ سنوات طويلة واكدت هدى بسبب الغرفة غير الصحية التي اعيش فيها مع ابنائي اصبت بمرض الروماتزم بالمفاصل وكذلك الربو والالتهابات الصدرية، وكذلك ابنتي ميسون والبالغة من العمر 15 عاما تعاني من الصرع (شحنات كهربائية) منذ ان كان عمرها عامين، وهي تعاني من حدة الطباع ولا تستطيع السيطرة على غضبها ويعاني اشقاؤها من العنف الشديد الذي يقع عليهم عندما تصاب بنوبة ضيق او غضب، وابنتي امل 12 عاما تعاني من الشحنات الكهربائية منذ طفولتها وينتابها حالات اغماء. واضافت هدى ان المرض والجوع جعل اطفالي يعانون من الحزن الدائم لانهم لا يعيشون كباقي الاطفال ولا يرتدون الملابس الجديدة ولا يأكلون الطعام المليء باللحوم او الدجاج او السمك فهذه الاطعمة لا يأكلونها الا نادرا وكذلك الحلويات فهي من المأكولات المحرمة عليهم بسبب ضيق الحال. واكدت هدى انها لا تتقاضى من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية بالرغم ان شروط الاعانة واجبة عليها وناشدت اهل الخير ان يساعدوها على الحياة القاسية التي تعيشها مع اطفالها.
الحالة الثانية
وطرقت الشاهد منزل سماح في مخيم البقعة وهي ام لستة اطفال اكبرهم 13 عاما وزوجة لر جل مريض لا يستطيع اعالة اسرته وتحدثت الام الثكلى والتي تعاني ظروفا قاهرة باصابة احد بناتها باعاقة وكذلك مرض زوجها الذي كان معيلا لاسرتها. قالت كنت في السابق اعيش حياة كريمة مع ابنائي وتبدلت احوالي بعد اصابة زوجي بالعديد من الامراض جعله لا يقوى على العمل وتبدل الحال بنا الى الاسوأ حيث قمت ببيع العديد من اثاث البيت من اجل علاج زوجي وطعام ابنائي. واصبحت مثقلة بالديون التي لا استطيع تسديدها، فقد ابتلاني الله بانجابي طفلة وعمرها الان ثماني سنوات وهي مصابة بشلل دماغي و توحد وابنتي محتاجه الكثير من الرعاية والاهتمام طوال الوقت وتأخذ مني مجهودا كبيرا في رعايتها واكدت سماح ان طفلتها تأكل غذاء خاصا بها وهي بحاجة الى متابعة صحية وعلاجية باستمرار واضافت ان شيماء بحاجة الى فوط صحية ولا تستطيع تأمينها لها لضيق العيش التي تعيشه اسرتها، وقالت ان زوجي وائل اصيب قبل سنوات بضعف بعضلة القلب والسكري والضغط والديسك واعتلال في اطراف الارجل ولا يستطيع الوقوف او النهوض من فراشه بسبب سوء حالته الصحية، واكدت الام وهي تبكي ان زوجي بحاجة الى علاج مستمر ولكن الظروف المالية قاسية ولا نستطيع تأمين العلاج له، عدا ان عدد افراد اسرتها كبير وهم بحاجة الى دخل لتستطيع اطعامهم ولكنها لا تجد اقل القليل لاعالتهم، وبعد صمت لعدة دقائق من قبل الام المثقلة بالهموم قالت انها تعاني من زوجها الذي يرفض ان يذهب لصندوق المعونة الوطنية من اجل صرف راتب يعيله واسرته. وناشدت المسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية بان يساعدوها من اجل اعطائها راتبا بالرغم ان جميع الشروط تنطبق على اسرتها بالاعانة من قبلهم، لكن رفض زوجها بمتابعة اوراقه في وزارة التنمية وصندوق المعونة جعلها وابناءها يعيشون حياة الحرمان والجوع، وقالت ساعدوني ارجوكم لان ابنائي ينامون وبطونهم خاوية ودموعهم على خدودهم وانا اشعر بالحزن من اجلهم واقف عاجزة تجاههم وانا ارى زوجي يفقدهم حياتهم في العيش الكريم لامتناعه عن الذهاب لاخذ تقرير طبي يفيد عجزه عن العمل، ولا اعلم لماذا يصر على ذلك فهو لا يريد ان يساعد ابناءه بتوفير راتب شهري لهم من صندوق المعونة وكأنهم يريدهم ان يموتوا جوعا او ان تكون حياتهم مشردة في المستقبل وقالت انني حائرة مجروحة على ما وصل اليه حالنا وما يحزنني ان زوجي يمنع راتب صندوق المعونة عنا ويريدني ان اتسول لاطعمهم. وبدورنا نقول لوزارة التنمية ان هذه العائلة تستحق الاعالة لان لديها طفلة معاقة وبحاجة الى مصروف شهري، ونطالب من صندوق المعونة الاتصال بنا من اجل اعطائهم رقم هاتف الاسرة من اجل العمل على الاجراءات لهم لتأمين راتب شهري لهم واجبار الزوج على ذلك لان الشروط تنطبق عليهم بالكامل