بقلم: الدكتور محمد القيسي

قرر رئيس الوزراء الاستقالة لأنه يرى بأن الاجراءات المتخذة كردة فعل ومعالجة لموت ابناء وطنه لم تكن بالمستوى المطلوب فقد قرر ترك الكرسي غير نادم على المنصب ونادم على خسارة روح واحدة من ابناء جلدته. فهذا الخبر ليس لاحد وزراء العالم الثالث بل هو رئيس وزراء كوريا الجنوبية والذي قدم استقالة بسبب غرق السفينة وموت المئات. وفي السياق لا بد من التساؤل عن التدابير التي قام بها رئيس الوزراء وفريقه الوزاري لحماية الارواح والممتلكات في معان فمرفوض الحل الامني لان كل قطرة دم كانت من رجال الدرك والامن او من المواطنين هي غالية علينا ولا نسمح بهدرها. فاحل الامني والحبس والقمع يولد الاحتقان ولا يولد المحبة والتجانس ابدا وليعلم من يدير حل مشكلة معان بأن وزير الداخلية الاسبق نذير رشيد ومن قبله ومن بعده ما استطاعوا ان يتوصلوا لحل مشكلة معان امنيا وان التاريخ مدرسة يتعلم منه فالشعب الاردني لا يحكم ولا تحل مشاكله الا بالمحبة والعفو والرفق. وهنا لا بد من التأكيد على تدخل صاحب القرار وكف يد الحكومة عن الحل الامني والشعب ينتظر منك عفوا عاما تدخل الفرحة لقلوب الاردنيين لأن الشعب ينظر لهذه القيادة نظرة محبة وينتظر منها العفو تلو العفو كما هو الراحل الحي في قلوبنا الحسين فقد حكم 47 عاما واصدر خلالها 53 عفوا. فالمجتمع الاردني يختلف عن باقي المجتمعات فاهله اطياب كرماء ويستحقون المعاملة بالمثل من المسؤولين.