الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
عندما كان فريق الشاهد بزيارة قرية المشقر لواء ناعور والتقائه اهالي البلدة وكان يحيط بنا العديد من ابناء القرية الذين طلبوا منا زيارة فتاة تعيش وحيدة في غرفة صغيرة عبارة عن طوب وهذه الغرفة غير صحية، حيث اكد لي المتواجدون معي من ابناء واطفال القرية ان الفتاة مريضة ولا تجد من يزورها ويطمئن عليها ولا يوجد لها معيل سوى الله واهل الخير. وعندما طرقنا بابها الذي كان مفتوحا خرجت الينا الفتاة وكانت بحالة يرثى لها حيث كانت ملابسها رثة وغير نظيفة ووقفت حائرة امام هذه الانسانة التي لا تجد من يقوم على خدمتها او يتفقدها ويسأل عنها، نورة الشوقية 44 عاما لم تتزوج لانها تعاني من مرض انفصام الشخصية وهو مرض نفسي جعلها غير مسؤولة عن تصرفاتها وهي بحاجة الى علاج دائم لهذا المرض وبحاجة الى من يقوم علي خدمتها لانها لا تدرك تصرفاتها. وعندما دخلت الى الغرفة وجدت انها غرفة صغيرة وفيها سرير قديم ومهترىء وفراشه غير نظيف وغاز بالغرفة وادوات مطبخ محدودة واما المرحاض الذي يقضي حاجة الانسان به فكان خارج الغرفة. وقال الشاب الذي اصطحبني الى غرفة الفتاة انه قريتنا تخاف ان تخرج مساء من البيت ولا اعرف كيف تقضي هذه الفتاة حاجتها عندما يقتضي الامر، وقد شاهدت ايضا تنك مياه بجانب الغرفة من اجل ان تستعمله الفتاة لغسل ما تريد غسله وهو ايضا خارج الغرفة ان ابناء القرية يؤكدون ان الجميع يخاف الخروج من منزله لكثرة الكلاب الضالة المسعورة ولوجود العقارب والحيايا بالمنطقة وقد شاهدت ايضا في غرفة الفتاة العديدمن القطط المتواجدة بالغرفة وقالت لي نورة يا اختي انا ارتاح مع القطط فهي تؤنسني في وحدتي لانني اخاف عتمة الليل والقطط ايضا تأكل الجراذين والفئران وكل ما تجده من حشرات وانا اعيش في منطقة زراعية يكثر فيها هوام الارض والقطط الوحيدة التي تحميني منها، واكدت نورة انها تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا قيمته اربعون دينارا وهذا المبلغ لا يكفي ثمن خبز لوحده. واكدت نورة بانها تعاني انفصام بالشخصية ولا تستطيع المواظبة على العلاج لانها لا تملك اجرة الذهاب الى المراكز العلاجية المخصصة للمرضى النفسيين و قالت ماذا افعل فانا لا استطيع احضار شيء، فكل شيء بعيد عن المنطقة التي اعيش فيها واكدت انها دائما تنام وبطنها خاوي، وناشدت نورة اهل الخير بان يقوموا على زيارتها ليستطلعوا حالتها المأساوية وقالت احلم دائما بملابس نظيفة وان يكون عندي غسالة لانظف ما عندي بالغسالة واحلم بفراش نظيف وغرفة نظيفة لكن الاحلام تبقى احلاما فانا لا استطيع ان استحم لان المياه باردة جدا واذا انتهى من عندي الغاز لا استطيع شراء جرة جديدة لانها غالية الثمن. وعن الطعام قالت الخير في امتي لكن غالبا لا اجد ما اسكت فيه بطني من الجوع لانني غالبا ما اكون منسية من الجميع. وبدورنا نقول لاهل الخير ان شهر رمضان شهر الخير والصدقات وارجو ان تتذكروا فيه الاخرين حتى لا ينام انسان وهو جائع. ونطالب صندوق المعونة الوطنية بالنظر بهذه الحالة الانسانية التي لا تجد من يطرق بابها وتقول هل مبلغ اربعين دينارا يكفي انسانا لا اهل له ولا يوجد له معيل سوى راتب صندوق المعونة الوطنية.