الشاهد - ربى العطار
مع بداية العام الجديد، ظهر أمين عمان الدكتور الشواربة، خلال مؤتمر صحافي يوم السبت الماضي، ليطفيء عطش المواطن الأردني بانتظار الحديث عن انجاز جزء من مشروع الباص سريع التردد، ويعلن عن استكمال محطة الركاب الرئيسة في صويلح، ومحطة متحف الاردن في رأس العين، وتقاطع المدينة الرياضية، وشارع الملكة رانيا العبدالله للمقطع الممتد من إشارة مسجد الجامعة وحتى جسر مستشفى الجامعة ضمن مشاريع الباص.
تم نشر صور للمحطات التي تم افتتاحها، وكانت على درجة عالية من الاتقان والشكل الحضاري، إلا أن المواطنون، انقسموا في حديثهم عن تلك الانجازات.
فريق قام بمهاجمة الأمانة بسبب التأخير في الانجاز منذ 11 سنة، وفريق آخر انتقد الاهتمام بالديكور على حساب الخدمة الرئيسية واعتبروه هدراً للأموال وصرفاً لأموال الشعب في غير وجه حق، وآخرون انتقدوا فكرة الأدراج الكهربائية وتساءلوا عن مدى نجاعتها في حال سقوط المطر، مع انتقادات واسعة لسوء التعبيد في شارع الجامعة الأردنية وترتيب وضع المناهل سواءا برفعها أو تخفيضها لتكون بمستوى الطريق ولا توثر على سير السيارات .
أما على الجانب الآخر، فقد ثمن عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي هذا الانجاز، لكنهم اعتبروا أن استمرارية الفرح بتلك الانجازات والمحافظة عليها، مرتبط بثقافة الشعب ووعيه، مطالبين بنفس الوقت بفرض مخالفات وغرامات بحق أي شخص يحاول تخريب تلك الأعمال الحضارية.
من ضمن مجموعة ردود الأفعال، كان التساؤل الأكثر عمقاً، "فإذا فرضنا أن الباص السريع بدأ العمل ولم تنته أزمة عمان، مع من سيكون الحساب على ضياع السنين التي تم فيها تعطيل مصالح ملايين البشر ؟".
أما بالنسبة لأثر المشروع مستقبلاً، فقد تم رصد مجموعة من التساؤلات، من ضمنها، هل ستؤمن أمانة عمان مواقف للسيارات التي سيتركها أصحابها في محطات الباصات للركوب في النقل العام؟ ما هو مصير الباصات المتوسطة والحافلات الكبيرة، وماهو الترتيب الذي سيضمن أن لا تقطع أرزاق مالكي وسائقي تلك الباصات، وهل سنرى احتجاجات على تضرر أصحاب تلك الباصات بسبب انطلاق المشروع ؟
نضع هذه الملاحظات على مكتب عمدة عمان، مع تقديرنا لجهوده وجميع العاملين، في انجاز جزء كبير من أعمال الباص سريع التردد، بانتظار نهاية المشروع قبل نهاية العام الجاري 2021.