المحامي موسى سمحان الشيخ
كنت استمع لاحد البرامج الاذاعية حينما سمعت مقولة طريفة: الشيعة لهم ايران، والسنة لهم امريكا، والملحدون لهم الله، ونحن اليوم كعرب في الواقعين: الافتراضي والحقيقي لا نكاد نجد ذواتنا، فالجميع او لنقل بدقة اكثر الغالبية العظمى منا محبطة، محبطة ومهينة، وذروة المأساة اننا لم يعد احدنا يثق بالاخر، فالحكومات كاذبة وتبتز مواطنيها وتتعدى على حقوقهم، بينما تقدم التنازل تلو الاخر لاعداء الامة الحقيقيين، والمعارضات العربية تعاني نفس الداء، تدور في مكانها، تر فض تطوير ذاتها، تجتر مقولات عفا عليها الزمن، وتتشبث بكراسيها ومواقعها تماما كالحاكم العربي الذي لا يرى في الوجود سوى نفسه ونفسه فقط، على هذه الارض المسماة بالعربية تكاد تختفي الابتسامة، فحيث يتعانق الفساد مع القهر، وحيث تتعمق الامية والجهل ويغيب الوعي الجمعي العام وحيث تنتشر السطحية والتفاهة وتنمو الشخصية الفهلوية حيث يحدث ذلك فلا بد ان تسود الفوضى وتنتعش العشائرية والجهوية وسطوة النفط وكل الهويات الفرعية وحيث يسود الفهم الخاطىء للدين، مع ان جوهر الدين والدين الاسلامي تحديدا مع التطور قلبا وقالبا، الامة العربية اليوم سيما بعد امراض الربيع العربي، التي لا تعد لا تحصى هذه الامة تقف اليوم على اخر خط دفاعي لها، اعداء الخارج يتربصون بها، ودخلاء الداخل واوباشه يحققون نجاحات فردية وانتصارات وهمية على حساب جموع الشعب الجائعة للخبز والحرية والكرامة امام فقدان البوصلة، امام سيادة الظلام، فلا يمكن الا ان تسود شريعة القتل وتنتصر معادلة الشيعة ضد السنة والقطرية ضد القومية، والرجعية ضد الربيع العربي .. هي ازمة طاحنة وقودها مقدرات العرب.