الشاهد - بعد انتشار مرض كورونا فيروس كوفيد-19 وتفشيه في كل أنحاء العالم، أصبحت معرفة كل المعلومات الخاصة به أمر حتمي لكل إنسان، ولأنه مرض يصيب الجهاز التنفسي بات التفريق بينه وبين الأنفلونزا أيضاً يشكل اهتماماً بين الناس، وبالرغم من تشاببهم ببعض الأعراض إلا أن هناك فرق بين الانفلونزا والكورونا واختلافات مهمة بين الفيروسين وكيفية انتشارهما، والتي تنعكس على كيفية أخذ التدابير العلاجية والوقائية لكل منهما.
لا شك أن هناك عدة أمور تتشابه فيها الإنفلونزا مع فيروس كورونا المستجد، فمثلاً تتسبب كل من الإنفلونزا وفيروس كورونا بأمراض الجهاز التنفسي، والتي يمكن أن تختلف في أعراضها وشدتها من خفيفة إلى شديدة، كما أن طريقة انتقال العدوى متشابهة بينهما، حيث يمكن أن تنتقل من خلال التلامس والأبخرة وسوائل الجسم كالرذاذ الصادر من الفم، لذا فإنها تتشابه في تدابير الوقاية مثل نظافة اليدين وتجنب السعال في وجه شخص آخر، وغيرها من الإجراءات اللازمة للحد من انتقال العدوى، وقبل أن نبدأ بالفروقات الهامة بين المرضيين يجب أن نشير إلى أن سبب كل منهما مختلف عن الآخر وأنه تمت تسمية كل مرض على اسم الفيروس المسبب له.
تختلف الإنفلونزا في سرعة انتقال العدوى عن الكورونا، إذ أن فترة الحضانة في الإنفلونزا أقصر (
وهي الفترة ما بين انتقال العدوى للشخص وظهور الأعراض، كما أن الفترة (التسلسلية) أو ما يعرف بالفترات بين إصابة وأخرى بالفيروس أقصر أيضاً، وبالتالي فإن سرعة انتشار الإنفلونزا أعلى من الكورونا، والجدير بالذكر أن ما يزيد من سرعة انتقال عدوى الإنفلونزا هو أن الانتقال يحدث غالباً في الأيام الثلاثة الأولى للإصابة بالعدوى والتي تسبق ظهور الأعراض.
وهنا نقصد بعدد الأفراد الذين تنتقل لهم العدوى من المصاب، حيث كان يساوي هذا الرقم في فيروس كورونا 2-2.5، لذا فهو أعلى من فيروس الإنفلونزا، ولكن وجب التنويه إلى أن هذا الرقم صعب التحديد بسبب حدوث اختلافات فيه لهذه الفيروسات من وقت لآخر.
الفئة الأكثر عرضة لانتقال العدوى والإصابة بها
الفرق واضح بين الإنفلونزا والكورونا عند النظر إلى الفئة الأكثر عرضة له، إذ يعتبر الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة وانتقال العدوى بالإنفلونزا، وهم أحد أكثر عوامل انتشار العدوى في المجتمع فيه، أما فيما يتعلق بفيروس كورونا كوفيد-19 فإن المؤشرات تدل على أن الأطفال هم الأقل تأثراً بالمرض من البالغين، حيث تشير البيانات إلى أن معدل إصابة الأشخاص من سن يوم إلى 19 سنة منخفض، كما دلت المعلومات الواردة من الصين على أن الأطفال يصابون من البالغين وتنتقل العدوى لهم منهم وليس بالعكس.
الأعراض
الأعراض عموماً لا تختلف كثيراً بين المرضين، ولكنها تُظهر اختلافاً في الحالات الحادة للإصابة، ففي 80% من الحالات الخفيفة لمصابي كورونا لا تظهر لديهم أي أعراض، بينما في الحالات الحادة يمكن أن تحتاج 15% منها إلى أكسجين.
لذا فإن الأعراض في الحالات الشديدة لفيروس كورونا تكون أكثر حدة ومختلفة عنها في الإنفلونزا، ولكن هناك بعد الأعراض مثل الحمى والحرارة والتي يندر ظهورها في الإنفلونزا العادية بينما تشكل عرضاً أساسياً في حالات فيروس كورونا، وكذلك الأمر فيما يتعلق بأعراض التعب والإرهاق التي لا تبرز كثيراً في الإنفلونزا العادية، بينما تكون واضحة وحادة في حالات فيروس كورونا المستجد، والجدير بالذكر أن الأعراض المشتركة بين الحالتين تشمل الصداع والحمى والسعال وآلام العضلات والإرهاق.
إن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة في الإنفلونزا هم الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، والذين يعانون من أمراض مزمنة أو من لديهم مناعة منخفضة، بينما تدل البيانات المتعلقة بمرض كورونا كوفيد-19 إلى أن الأكثر عرضة للخطر هم المتقدمين في السن ومن لديهم أمراض مزمنة خاصة المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي.
وهي أحد أهم ما يميز الإنفلونزا عن فيروس كورونا، إذ أن هناك لقاح متوفر خاص بالوقاية من عدوى الإنفلونزا، بينما لم يظهر حتى الآن لقاح ضد فيروس كورونا.
بالنسبة لمعرفة نوع العدوى فهي غير ممكنة تقريباً إلا من خلال إجراء اختبار فيروس كورونا، نظراً للتشابه الكبير بين أعراض المرضيين.
أشارت وزارة الصحة السعودية إلى أهمية توضيح وتوعية الناس حول الاختلاف بين فيروس كورونا كوفيد-19 والإنفلونزا، وذلك نتيجة اعتقاد البعض بأن الحصول على لقاح الانفلونزا يمكن أن يساهم في العلاج من فيروس كورونا، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية الدكتور محمد العبد العالي أن لقاح الإنفلونزا الذي يجب أخذه موسمياً للوقاية منها خاصة في فصل الشتاء، لا يؤثر ولا يقي ولا يعالج من فيروس كورونا كوفيد-19.
وقد أوضح الدكتور العبد العالي أن هناك اختلافات بين الفيروسين تحول دون الاستفادة من هذا المصل كعلاج أو وقاية من فيروس كورونا.
وقد أكد الدكتور العبد العالي على أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا، وهو أحد اللقاحات المتاحة عالمياً في موسم الشتاء خاصة، حيث أوضح أنه سيتم الإعلان عنه عند وصوله للملكة العربية السعودية وعن كيفية الحصول عليه حينها، وتأتي أهمية الحصول على هذا اللقاح للوقاية من مرض الإنفلونزا، حيث أن هذه الوقاية تساعد الجسم وتحسن من وضعه الصحي وقوته في مواجهة أي عدوى أو فيروسات أخرى ومن بينها فيروس كورونا المستجد.
كما نود الإشارة إلى أن التأكيد على ضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، يعود إلى أهمية الوقاية منها مما يقلل من احتمالية الخلط بينها وبين الإصابة بفيروس كورونا المستجد، نتيجةً لتشابه الكثير من الأعراض فيما بينهم، والذي قد يؤدي إلى انتشار عدوى فيروس كورونا عند الاعتقاد بأنها مجرد إنفلونزا عادية.
هنا نجد أن الفرق بين الإنفلونزا والكورونا واضحاً عند تتبع الحالة بشكل كبير، ولكن التشابه الكبير في الأعراض الأساسية للمرضيين تجعل من الصعب تحديد الإصابة، وبالتالي من الضروري إجراء فحص فيروس كورونا المستجد للتأكد من الإصابة به، تساعدنا هذه المعرفة على أخذ التدابير اللازمة سواء كانت في الوقاية أو في العلاج.