الشاهد - لم تجد فاطمة الفهد حرجا من العمل في تربية المواشي رغم استغراب بعض الناس لذلك، فقد كانت النساء قديماً يربين الماشية والدواجن في بيوتهن ومزارعهن.
الأربعينية فاطمة تربي الماعز ويتميز إنتاجها من منتجات الألبان المختلفة لزيادة اهتمامها بكل ما تأكله الماعز وبخاصة نظافة المرعى الذي من شأنه أن يعطي مُنتجا أفضل كون الحليب يصبح متميزاً.
الأربعينية فاطمة متزوجة من ساكب محافظة جرش ولديها ستة أولاد وزوجها يعمل في الأعمال الحرة التي لا يأتي منها دخل ثابت، الوضع المادي سيء جداً قبل أن تبدأ مشروع تربية المواشي، الذي يعود عليها بدخل لا بأس به تعتمد عليه هي وأسرتها لتغطية نفقاتهم عن طريق تصنيع الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان والزبدة والسمن البلدي، والجميد وغيره.
كبر أبناؤها وزادت التزاماتها مع زيادة متطلبات الحياة أصبح لا بد لها من زيادة الدخل فقررت أن تعمل على تطوير نفسها ومعرفتها حتى تستطيع تطوير مشروعها، عرفت من إحدى الصديقات العاملات في الجمعية المحلية أن هناك دورات يعطيها مشروع «مدد» المُدار من قِبل مركز تطوير الأعمال.
وسجّلت فاطمة، وعندما وجدت فائدة من حضورها لدورة المهارات الحياتية نظمت وقتها لحضور دورات أخرى، فأخذت دورة تطوير المشاريع والتسويق، بدأت بعدها تعمل على تطوير مشروعها بنشاط وهمة وكلها ثقة بأنها ستنجح لأنها تدرسكل خطوة تقوم بها وتسجل حساباتها بطريقة رسمية ودفاتر محاسبية.
وبدأ النجاح يشق طريقه، فزاد عدد الماعز من رأسين إلى خمسة رؤوس منتجة، مما ضاعف الإنتاج وأصبح يغطي التزاماتها. كما شاركت في المعارض التي تُقيمها الجمعيات لتسويق منتجاتها وتنشيط المبيعات لزيادة الإنتاج.
لم تتوقف فاطمة هنا فقد أصبحت معروفة بمنتجها المميز، فبعد أن صار الإنتاج يغطي الكلف، دفعها طموحها إلى تغطية الطلب الذي أصبح يفوق ما نتجه الماعز من ألبان.
لذلك تدرس الآن زيادة رؤوس الماعز لتغطية الطلب، كما أن هذا «سيساعدني في توفير أقساط الجامعة لأبنائي وبالأخص ابنتي في المستقبل القريب حيث أنني أسعى لتسليحها بالعلم قبل العمل».
وتحلم فاطمة بإنشاء مزرعة صغيرة تضم رؤوس الماعز، وتشغيل عدد من نساء المنطقة اللواتي بحاجة للعمل لتأمين حياة أفضل لهن من خلال زيادة الدخل، وتتمنى فاطمة أن تعتمد النساء بمنطقتها على أنفسهن لتحقيق المصلحة العامة للمنطقة وأهلها.
هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية «صندوق مدد»، وبتنفيذ الإئتلاف الذي تقوده المبادرة النسوية الأورومتوسطية، ضمن مشروع «تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن». (الرأي)