نظيرة السيد
قبل ايام احتفل الصحفيون قاطبة في الثالث من هذا الشهر باليوم العالمي لحرية الصحافة ونظمت الكثير من الندوات وورش العمل العالمية والمحلية وكلها تتحدث عن التطورات المتسارعة في تكنولوجيا الاتصال واستخدام طرق مختلفة وحديثة في تبادل المعلومات وهذا ادى الى انتشار واسع لوسائل الاعلام واعطى المجال لتبادل الاراء والافكار والاطلاع على واقع الاعلام في كثير من الدول المتقدمة والمتحضرة والمقارنة بين ما يعيشه الاعلام العربي من وضع مأساوي من خلال القيود المفروضة علي وسائل الاعلام المختلفة رغم الدور الكبير الذي لعبته الصحافة في رفع مستوى التطور من خلال نشر قضايا جوهرية حقيقية تعكس الواقع الذي تعيشه المجتمعات العربية بشكل عام، ونحن بالاردن لسنا بمعزل عن هذا الواقع وان كنا نتمتع بقليل من الحرية الاعلامية لكننا ما زلنا نعاني في فرض قيود وانتهاك لحريات واعتداءات تحت مظلة بعض القوانين التي لم يكن لنا خيار في وضعها بل فرضت علينا. في هذا اليوم لا بد ان نتذكر ما قالته قيادتنا الحكيمة بان حرية الصحافة سقفها السماء ولكن البعض كان فهمه لمقولة جلالته عكس ما تعني وبقيت الاعتداءات والانتقادات ومحاولات الترهيب والترغيب تبذل من اجل ثني الاعلاميين عن رسالتهم في نقل الحقيقة فكل جهة تحاول ان تفرض هيمنتها على الاعلام الذي وان رفض الاستجابة كانت المحاربة والانتقاد وكيل التهم من كل حدب وصوب. ونحن نحتفل بهذا اليوم ونستذكره لا بد ان نقف وقفة تأمل مع انفسنا ونعرف ما لنا وما علينا وان نعكس صورة ايجابية عن اعلام متطور خلاق يتصدى بفكره وثقافته ومعلومات لكل قوى الشد العكسي التي تحاول النيل منه ويكون اعلاما مسؤولا متكاتفا في اتخاذ موقف واحد لمواجهة كل ما يحيط به او يقابله من معضلات من خلال كلمة واحدة ورسالة واضحة عنوانها الحقيقة والصدق لا التخبط والتشرذم والتفرق والمحاباة، ونحن من خلال وضوحنا وصراحتنا وتكاتفنا نحصل على حريتنا ونقدر على المواجهة لكل من يحاول ان ينتقص من شأننا وعزيمتنا. وتكون ممارساتنا معبرة عما بداخلنا ونابعة من مسؤولياتنا تجاه وطننا وامتنا وان لا نكتفي باطلاق الخطب والشعارات الرنانة التي لا تتخطى حدود المكان الذي قيلت فيه او انطلقت منه من يريد الحرية عليه ان يصنعها ويمهد ليكون اهلا لها، لا بوقا مرددا لما يراه ويسمعه دون فهم لحقيقة ما يجري او يكلف نفسه عناء البحث والاستقصاء ليصل الى المعلومة الصادقة التي تؤكد مصداقيته وبالتالي تصنع حريته.