علي القيسي
في هذا الزمان العجيب، اصبح كل شيء ممكن الحدوث..؟ وبات كل شيء متخيل قابلا للتحقيق والتصديق .. هذا زمان ربما يفاجئنا بما لا تتخيله، ولا يخطر على بالنا .. نسمع الكثير من الحوادث الاسطورية في حياتنا اليومية .. عبر الاعلام بكل اذرعه وخاصة الفضائيات .. حكايات وقصص لا يستوعبها العقل البشري، من هذه الغرائب خبر تناولته وسائل الاعلام قبل مدة .. عن مواطن باكستاني القي القبض عليه من قبل الشرطة .. في احدى المقابر .. وهو يلتهم جثة لاحد الاموات..!! تخيلوا الى اين وصل الانسان من الوحشية والانحطاط في هذا الزمان..! وعندما حقق رجال الشرطة مع هذا الوحش البشري .. اضاف انه مدمن على هذه العادة منذ سنوات .. وانه يجد سعادته بالتهام الجثث الميتة؟! وقصة اخرى اقل وحشية من الاولى .. ولكنها من ذات الطبيعة، وهي امرأة تقتل زوجها ثم تقطعه اربا اربا وتلقي بالجثة المقطعة الى حاويات الزبالة .. والى اماكن اخرى متفرقة ..! وايضا اب يقوم بقتل اولاده من خلال السم، يضعه لهم في حليب الصباح، ثم يخرج الى عمله بشكل عادي وطبيعي، وكأن الامر لا يعنيه كثيرا..! وقصة اخرى حدثت في عمان.. ولعلها اكثرمن قصة وقعت احداثها في المجتمع الاردني وهي ان زوجة تتعاون مع عشيقها الذي تحبه على قتل زوجها الغافل المسالم، وبكل برودة اعصاب وغياب الضمير والانسانية، تتخلص من والد ابنائها زوجها، باحراق جثته لمحاولة اخفاء الجريمة النكراء. المقام لا يسمح في سرد مثل هذه القصص غير الانسانية، ولكن هذا يلخص حقيقة واحدة، وهي ان الانسان اذا تجرد من انسانيته وقيمه الانسانية، وهي الرحمة، الضمير، المشاعر، العقيدة الدينية، ومخافة الله .. يصبح هذا الانسان شيطانا .. ووحشا كاسرا .. ومجرما عاتيا ويخرج من انسانيته ومن رحمة الله، وله عذاب الدنيا وخزيها وله عذاب جهنم خالدا فيها، وبئس المصير.